أولاد القذافي حازوا صلاحيات كبيرة في ليبيا
للعقيد معمر القذافي ثمانية من الأبناء، أكبرهم محمد وهو من زوجته الأولى فتحية خالد، أما باقي أولاده فهم من زوجته الثانية صفية فركاش التي عملت في أول حياتها ممرضة. ورغم أن القذافي يدعي أنه ليس رئيسا للبلاد ولا مسؤولا حكوميا فإن لدى معظم أبنائه مسؤوليات في أجهزة عسكرية أو أمنية وامتيازات في الدولة الليبية.
سيف الإسلام
الابن الثاني للقذافي وأكبر أبنائه من زوجته الثانية، ولد في 5 يونيو/حزيران 1972 في باب العزيزية في طرابلس، لعب في السنوات الأخيرة الكثير من الأدوار السياسية عبر مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية التي يشرف عليها، كما لعب أدوارا معتبرة في المصالحة بين والده وبعض الأنظمة الغربية.
يُعتقد أن والده كان يهيئه لتولي مناصب منها رئاسة القيادات الشعبية في البلاد أو ما يعادل منصب رئيس الجمهورية.
ترأس سيف الإسلام مشروعا اسماه ليبيا الغد، حاول فيه أن يقدم صورة مختلفة للنظام السياسي الذي يديره والده يكون قريبا من المعايير الغربية، لكنه لم يحقق الكثير في سبيل ذلك، كما كان من بين مهامه تحييد المعارضة الليبية ولا سيما الإسلامية منها، ولذلك فقد كان له دور في الإفراج عن عدد من الناشطين الإسلاميين من السجون ومن بينهم أعضاء في الجماعة الليبية المقاتلة.
وبحسب وثائق ويكيليكس فإن "مشاركته المستمرة في حفلات جنسية صاخبة وبذيئة" هي مصدر "قلق في المجتمع الليبي المحافظ". كما تزعم الوثائق أنه على خلاف مع أشقائه معتصم وهنيبعل والساعدي.
بعد اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير/شباط الليبية، كان سيف الإسلام أول من خرج للعلن من أركان النظام الليبي، وتوعد المحتجين بالدمار والحرب الأهلية، كما كان أول من يتحدث عن"حبوب الهلوسة" التي اتهم المحتجين بتعاطيها وكررها والده عدة مرات بعد ذلك.
الساعدي
هو الثالث في الترتيب بين أبناء القذافي ومن مواليد عام 1974، تخرج من كلية الهندسة بطرابلس، ومنحه والده رتبة عقيد في الجيش، يعرف عنه ولعه بكرة القدم، لعب في بعض الأندية الإيطالية، ويساهم في رأس مال نادي يوفنتوس الإيطالي، زيادة على قيادته منتخب ليبيا.
يترأس كتيبة عسكرية خاصة قامت بالدور الأكبر في قمع وقتل المتظاهرين في الاحتجاجات ببنغازي في أيام الثورة الأولى.
تقول وثائق ويكيليكس إنه معروف بسوء السلوك وله ماض مضطرب يتضمن اشتباكات مع الشرطة في أوروبا (خصوصا إيطاليا)، وتعاطي المخدرات والكحول والاحتفالات المستمرة، والسفر إلى الخارج رغم عدم موافقة والده.
المعتصم
هو رابع أبناء القذافي ومستشاره للأمن القومي ولد عام 1975، يعرف عنه دمويته وبطشه في فترة ما قبل الثورة، ويعتقد على نطاق واسع أن له أدوارا كبيرة وخطيرة في القمع والقتل الذي تعرض له الليبيون خلال ثورتهم.
بحسب وثائق ويكيليكس فإنه ظل إلى وقت قريب يتمتع بحظوة كبيرة لدى والده، وقد طلب في العام 2008 مبلغ 1.8 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية وأمنية شبيهة بتلك التي يقودها أخوه الأصغر خميس.
دفع ذات مرة مليون دولار للمغنية الأميركية ماريا كاري لأداء أربع أغان في حفل بمناسبة رأس السنة الميلادية في الكاريبي.
وصفه السفير الصربي في ليبيا بأنه "لا يتمتع بذكاء حاد". ويتردد أنه على خلاف مع شقيقه سيف الإسلام.
هنيبعل
هو خامس أبناء القذافي ولد عام 1978، ولا يعرف له دور أمني أو سياسي محدد في ليبيا، وقد اشتهر بسجله المليء بالتجاوزات والمواجهات مع السلطات في أوربا وأماكن أخرى، أوقفته الشرطة الفرنسية عدة مرات تارة بسبب السرعة المفرطة في قيادة سيارته بأحد شوارع باريس المكتظة، وتارة بسبب ضرب رفيقته الحامل، وهي تصرفات دفعت الحكومة الفرنسية إلى الاحتجاج رسميا لدى السلطات الليبية.
وبحسب ما جاء في وثائق ويكيليس فقد استدعى العاملون في فندق كلاريدغ بالعاصمة البريطانية لندن الشرطة بعد سماعهم صراخا صادرا من غرفة هنيبعل في ديسمبر/كانون الأول 2009، وقد وجدت امرأة تدعى ألين سكاف –التي هي زوجته اليوم- ووجهها مليء بالجروح ولكنها لم تتقدم بشكوى ضده وادعت أن الجروح نتيجة تعثرها وسقوطها على الأرض.
لكن تجاوزات هنيبعل لم تمر بسلام كلها فقد اعتقلته شرطة جنيف بسويسرا على خلفية اتهامات بضرب خدمه مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا انتهت بقبول سويسرا إطلاق سراح هنيبعل بكفالة، والتوقف عن ملاحقته بعد تهديدات ليبية بسحب الاستثمارات.
خميس
الابن السادس للقذافي ولد عام 1980، تلقى تدريبا عسكريا في روسيا وبعد عودته أنشأ وتولى قيادة الوحدة 32 في الجيش الليبي وهي الأكثر تدريبا وعتادا وولاء للزعيم الليبي.
ويعرف عن خميس أنه اليد الضاربة لأبيه القذافي وصاحب المهام الخاصة والحساسة، كما أن علاقته حسنة مع شقيقه سيف الإسلام عكس أخويه المعتصم والساعدي.
يعتقد أن له يدا طولى في سحق المتظاهرين منذ اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير/شباط، ويقول معارضوه إنه المسؤول عن جلب المرتزقة وتسلحيهم وتوزيعهم في الأراضي الليبية، ويتهمونه بقتل أكثر من 130 عسكريا ليبيا رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.
عائشة
هي البنت الوحيدة من أبناء القذافي، ولدت في العام 1976، تترأس جمعية واعتصموا الخيرية الليبية، عينتها الأمم المتحدة 2009 سفيرة للنوايا الحسنة، وبعد اندلاع الثورة الليبية أعلنت الأمم المتحدة سحب صفة التمثيل الممنوحة لها.
وحسب وثائق ويكيليكس فإن ابنة القذافي "تضطلع بدور الوسيط في حل الخلافات العائلية" في عائلة تمزقها الخلافات والصراعات الداخلية على المال والسلطة والنفوذ.
وأشارت الوثائق إلى أن الليبيين يتذكرون استقدام المغني العالمي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ عدة سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها.
وتحمل عائشة -حسب بعض المصادر- رتبة عسكرية فيالجيش الليبي، وهي التي عبر القذافي عن إعجابه بها في أكثر من مناسبة، حتى أنه رآهاتصلح لحكم ليبيا بعده.
محمد
هو أكبر أبناء القذافي وهو ابنه الوحيد من زوجته الأولى ولد عام 1971 لا تعرف له أدوار سياسية بارزة، لكنه يمسك شركات ذات أدوار هامة وحساسة في الاقتصاد الليبي.
وبحسب المعلومات المتداولة والتي نشرتها أيضا وثائق ويكيليكس فإن محمد يترأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن 40% من شركة المشروبات الليبية، وحاليا هي صاحبة امتياز شركة كوكاكولا في ليبيا. كما يدير لجان البريد العام والاتصالات السلكية واللاسلكية.
سيف العرب
أصغر أبناء القذافي عمرا ولد عام 1986 لا تعرف له أدوار سياسية أو اقتصادية كما أنه أقل أبناء القذافي شهرة وحضورا إعلاميا، وبحسب وثائق ويكيليكس فإنه يعيش بألمانيا ويدير هناك عددا من المصالح غير الواضحة المعالم، ويعرف عنه قضاء الكثير من وقته في الحفلات.