ميقاتي يغادر البرلمان نهاية يناير بعد نهاية جولة من المشاورات النيابية(رويترز-أرشيف)
نقولا طعمة - بيروت
هناك ثلاثة عوامل مرشحة لأن تكون السبب في تأخر حكومة لبنان الذي وضع اللبنانيين في حيرة، أولها -وفق ما يتداول- القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وحتى إذا صدر قرار بما لا ترغب فيه القوى المستهدفة -تحديدا حزب الله حسب المعطيات المسربة- فلن تكون هناك حكومة تتفاعل معه وبالتالي فكأنه لم يكن.
العامل الثاني هو احتفال 14 آذار، حيث يعتقد البعض أنه بوجود حكومة قد يسهل تعبئة الشارع المعارض لها بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. أما الثالث فكلام عن خلافات على توزيع المقاعد، لكن هذا العامل يبقى ثانويا.
أحداث أخرى
مدير مركز عصام فارس للأبحاث اللبنانية السفير عبد الله بو حبيب قال للجزيرة نت "هناك قضايا إقليمية لا تجعل الوضع في البلاد في عجلة لتأليف الحكومة، ويغيب التركيز الإقليمي على الوزارة اللبنانية لتركزها على الوضع الإقليمي المستجد في العالم العربي".
كما رأى أن "هناك من يريد أن يترك لرئيس حكومة تصريف الأعمال (سعد الحريري) وقوى ١٤ آذار، تحمل مسؤولية صدور القرار الاتهامي، وأيضا اختلاف في وجهات النظر على توزيع الحقائب الوزارية، ومن تعود له تسمية الوزراء المسيحيين، هل تكون كما كانت أيام الوصاية السورية، حيث اقتُسموا بين رئيسي مجلسي الوزراء والنواب؟"
وعن عنصر التعبئة لقوى 14 آذار، اعتبر فارس أن "الأمر يعتمد على من سيكون في الوزارة. فالرئيس ميقاتي يتحدث عن شخصيات مستقلة من جميع الطوائف كما كانت العادة منذ زمن ما قبل ٢٠٠٥، وبالتالي الحكومة في هذه الحال لن تكون سلاحا بيد أحد”.
الضوء الأخضر
ورأى الدكتور عاطف مجدلاني عضو كتلة المستقبل أن السبب في عدم إعلان التشكيلة أن "الضوء الأخضر لم يصل بعد من الحزب الحاكم، ومن الشقيقة سوريا. وما يحكى عن قرار ظني هو احتمال وارد، ولكن أرى أن هناك مؤثرات من مستويين داخلي -إقليمي له علاقة بالقرار الاتهامي، وهناك مستوى إقليمي بحت هو الموضوع السوري والوضع العربي عامة، وعامل آخر قيد التساؤل عن إمكانية قهر الطائفة السنية”.
وعن التأثير على التعبئة لتحشيد الجمهور لذكرى الرابع عشر من آذار، قال "هذا ما يرددونه، لكن بالنسبة لنا ليس هناك من مشكل بهذا الموضوع، بقدر ما أن المشكل هو عند الطرف الآخر".
واختصر الأسباب في ثلاثة مستويات، الداخلي، والداخلي- الإقليمي، والإقليمي البحت، وما يجري في الدول العربية وعلى ماذا سيستقر.
وأضاف أن تأليف الحكومة له علاقة دون شك بالوضع القائم في العالم العربي.
أما نائب كتلة الإصلاح والتغيير آلان عون فيعتقد أن السبب عدم نضوج نتائج المشاورات فيما يتعلق بالتشكيل، وتوزيع الحقائب، وذكّر بأن "رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) لم يتقدم بتشكيلة متكاملة للحكومة ولا يزال في طور المشاورات".
ورأى عون أن "تأخير تشكيل الحكومة يضر بانطلاق عجلة العمل الحكومي، وبمصالح الناس".
أما ما يقال عن صدور قرار اتهامي وما شابه ذلك من عناصر فهو في رأيه "أشبه بالحكم على النوايا، وليس هناك معطيات ملموسة على هذه الناحية من أسباب تأخر التشكيلة".