المسيرة عبرت عن توق كثيرين للخروج من الطائفية (الجزيرة نت)
نقولا طعمة-بيروت
تنشط مجموعات من الشباب اللبناني على صفحات فيسبوك للمطالبة بإسقاط النظام الطائفي، حيث كانت أولى انعكاسات هذا النشاط مسيرة انطلقت الأحد في بيروت، وعبرت عن توق كثيرين للخروج من الطائفية التي يعتبرونها سببا لكثير من المآسي والصراعات، ومنعت تطور الحياة الاجتماعية والسياسية للبنان.
وكانت صفحة "لبنان ١٨ ثورة" -إشارة إلى ١٨ طائفة يتكون منها المجتمع اللبناني- قد سجلت دخولا كبيرا، بعد المسيرة التي لبى فيها الآلاف دعوة الشباب للتظاهر رغم سوء الأحوال الجوية.
ويقول موسى عاصي –واحد من مئات المنظمين- للجزيرة نت إن الدعوة مستمرة عبر موقع فيسبوك لإسقاط النظام الطائفي، ورغم نزول الشبان إلى الشارع من دون تعبئة للرأي العام، فإن عدد المشاركين ولد "لدينا قناعة بأنه لولا سوء حالة الطقس لكان العدد أكبر بكثير".
وتحدث عاصي عن اجتماعات دورية، ولجنة تنظيمية للتحرك، موضحا أنه يفترض أن يكون الأحد القادم موعدا للقاء في الأونيسكو لبحث الخطوات اللازمة.
المتظاهرون رفعوا لافتات تنتقد تغلغل الطائفية (الجزيرة نت)
الطائفية أصعب
ويصف عاصي المسألة في لبنان بأنها "أصعب بكثير من الدول العربية، لأن هناك دكتاتور واحد، لكن عندنا ١٨ دكتاتورا" مضيفا "خوفنا ليس من التعرض للقمع البوليسي بل من عدم قدرة الغالبية على التخلي عن زعمائها الطائفيين لكي تنضوي في المواطنة الحقيقية".
ويشارك الناشط الاجتماعي باسل عبد الله في التحرك منذ اليوم الأول الذي اجتمع فيه حوالي ١٢٠ شخصا وانبثقت عنها المسيرة التي جرت الأحد الفائت.
ويقول للجزيرة نت إن مطالبهم تتمثل في تغيير النظام الطائفي لكي يصبح دولة مدنية، ثم التدرج بالمطالب بحيث تصبح قوى الشعب الفاعلة ككرة الثلج التي تكبر ويصبح بإمكانها المساهمة من خلال المظاهرات والاعتصامات بأي مشروع تغييري بالنظام الطائفي.
وأضاف أن ذلك يمر عبر مشاريع ستقدم لمجلس النواب أو مشاريع أخرى كالتربية على المواطنة في المدارس، كما سيبدؤون بحملة بشأن الزواج المدني الاختياري، وكذلك لاعتماد قانون انتخابي نسبي، ومواضيع أخرى.
عبد الله طالب بدولة علمانية مع حق أي مواطن بممارسة حريته ومعتقده (الجزيرة نت)
دولة علمانية
وأكد على مطالبتهم بدولة علمانية مدنية بلبنان مع حق كل مواطن وطائفة بممارسة حريته ومعتقده، حيث يعامل الجميع بتكافؤ، وضرورة عدم ربط الصعوبات المعيشية العامة بالاصطفاف الطائفي الموجود.
وفي صيدا أقامت مجموعة شبابية خيمة سمتها "خيمة إسقاط النظام الطائفي" وأصدرت بيانا انتقدت فيه "تعرض الشباب اللبناني من قبل النظام الطائفي وأسياده لسياسات مجحفة قائمة على الفساد والسرقة، ومنتجة البطالة والهجرة.
ورغم الطابع الشبابي للتحرك فإن ذلك لم يمنع سياسيين من تأييده وتبني شعاراته، ومنهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي أمل في حديثه الأسبوعي لجريدة الأنباء بـ"حدوث ثورة شعبية ويكون الشعار: الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي".
كما دعا رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد في كلمة لإحياء ذكرى مقتل والده معروف سعد في صيدا، إلى "التخلص من النظام الطائفي العفن، لأنه المصدر الأساسي للأزمات في لبنان".