متظاهرون يمنيون يطالبون بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح (الأوروبية)
تعهد ائتلاف المعارضة اليمنية اليوم بتصعيد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح بعدما رفض الأخير خطة تقضي بأن يترك السلطة العام الحالي.
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بوقوع مواجهات في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء وإطلاق الرصاص الحي بداخله، بينما يواصل المتظاهرون في عدن نصب مخيمات اعتصام جديدة بعدة مناطق بالمدينة حيث بلغ عددها ثمانية, ويتجمع فيها الآلاف من المطالبين بإسقاط النظام.
فقد قال محمد الصبري وهو متحدث باسم الائتلاف إن الأحداث الأخيرة أثبتت أن النظام غير قادر على تلبية مطالب الشعب وإنه لهذا السبب يجب أن يرحل.
وأضاف صبري في تصريح لوكالة رويترز للأنباء أن المحتجين يدرسون عدة خيارات للتصعيد، من بينها تنظيم يوم ينزل فيه كل اليمنيين إلى الشوارع ويطلق عليه اسم "جمعة اللاعودة" وخيارات أخرى.
وكان ائتلاف للمعارضة اقترح الأسبوع الماضي خطة تقضي بإجراء إصلاحات سياسية وانتخابية تمهد الطريق أمام تنحي صالح عن السلطة في غضون العام الحالي.
لكن الرئيس اليمني رفض ذلك ويؤيد بدلا منه مؤتمرا وطنيا طرح في يونيو/حزيران الماضي، غير أنه لم يعقد بسبب الأزمة السياسية بين المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة ممثلة في اللقاء المشترك.
متظاهر يمني يطالب على طريقته الخاصة برحيل صالح (رويترز)
قائمة سوداء
على الصعيد نفسه أصدر شباب معارضون للنظام الحاكم في اليمن اليوم الاثنين قائمة سوداء بأسماء مسؤولين اتهموا بأعمال القتل والتحريض ضد المتظاهرين في عموم المدن اليمنية أبرزهم أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومسؤولون عسكريون ووزراء.
وتضمنت القائمة التي توعد بيان شباب الثورة بملاحقتها 13 شخصية، في مقدمتهم قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ومدير أمن محافظة عدن عبد الله قيران المتهم بقتل 21 متظاهرا برصاص القناصة.
كما شملت القائمة أسماء وصفها البيان بـ"القادة الميدانيين للبلطجية"، منهم محافظ تعز حمود الصوفي، ورئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ فاخر معياد، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، إضافة إلى محافظ صنعاء نعمان دويد، ومسؤول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا.
واعتبر البيان أن هذه القائمة ستظل مفتوحة لتطول كل من يقف وراء أعمال القتل والقمع والبلطجة بحق المسيرات والاعتصامات والتظاهرات السلمية في كل محافظات اليمن.
طلاب يحتجون
ميدانيا، شارك الطلاب وبقوة في حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام بعد إعلان مكتب وزارة التعليم استئناف الدراسة بعد أسبوعين من الإغلاق بسبب التظاهرات التي تشهدها مدينة عدن.
وشهدت شوارع بلدة الشيخ عثمان مسيرة طلابية شارك فيها قرابة ألف طالب تردد شعارات تنادي بإسقاط النظام قبل أن تفرقها من قبل قوات الأمن.
وقال شهود عيان بأن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي لتفريق المشاركين في المسيرة، مما أدى إلى إصابة متظاهر بعيار ناري في ساقه اليمنى، في حين أفاد شهود العيان باعتقال قرابة 15 طالب وطالبة.
في المقابل، لم تشهد مسيرة طلابية مماثلة شارك فيها حوالي ألف طالب وطالبة في بلدة المعلا أي مصادمات.
وفي بلدة المنصورة، نقل مراسل الجزيرة نت سمير حسن عن مصادر محلية بأن قوات من الأمن فرضت طوقا أمنيا على مخيم للمعتصمين يشارك فيه المئات، غير أن هذه المصادر لم تذكر حدوث أي اعتقالات أو مصادمات مع الأمن.
الاحتجاجات ضد النظام أضحت مشهدا مألوفا في الشارع اليمني (رويترز)
اعتصامات متواصلة
وتشهد عدد من بلدات عدن اعتصامات متواصلة للمطالبة بإسقاط النظام اليمني، أقواها في بلدة المنصورة والمعلا وكريتر يشارك فيها الآلاف من المعتصمين.
وكانت قوات الأمن بعدن اعتقلت 16 شخصا أول أمس عقب مداهمتها مخيما بمدينة الشيخ عثمان حاول ناشطون إقامته، غير أنها لم تفلح في منعهم، حيث عاود عشرات المحتجين نصب خيم الاعتصام مجددا في المدينة صباح أمس وباشروا في تنفيذ الاعتصام مطالبين برحيل الرئيس اليمني.
وفي مدينة خور مكسر، اعتصم العشرات من الأكاديميين والأساتذة وأسر المعتقلين أمام بوابة جامعة عدن احتجاجا على اعتقال عدد من الأكاديميين بالجامعة وترحيلهم إلى أحد معتقلات العاصمة على خلفية الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وكانت مدينة عدن شهدت أمس الأحد انقطاعا تاما لخدمة الاتصال عبر الإنترنت شمل معظم المديريات الثمانية في وقت عزا فيه مصدر في وزارة الاتصالات اليمنية ذلك إلى عطل فني، مشيرا إلى إعادة الخدمة إلى المشتركين صباح اليوم الاثنين.
أما في صنعاء فقد بدأ الآلاف من عمال النظافة اليوم إضرابا مفتوحا مطالبين بتحسين أجورهم.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن ثلاثة من المضربين أصيبوا بجروح عندما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم.