الثورة الشعبية في مصر أطاحت بمبارك وفتحت الباب لتغيير أوسع بالمنطقة (الفرنسية-أرشيف)
فرح الزمان أبو شعير-طهران
علقت إيران على مستويات رسمية عديدة على الثورات الشعبية في بعض البلاد العربية، داعمة إرادة الشعوب ومعتبرة أن "الأنظمة الدكتاتورية في تلك البلدان قد خدمت المصالح الغربية لزمن طويل".
كما اعتبرت طهران أن الأحداث الراهنة في المنطقة العربية ستصب في مصلحة الأمن الإقليمي وستقضي على الإرهاب في المنطقة، كما أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علي خاني.
خريطة جديدة
وفي حديثه للجزيرة نت أشار خاني إلى ما يمكن أن تصل إليه الأوضاع في المنطقة بعد التغيير، معتبرا أن "إعادة رسم الخريطة في المنطقة العربية سيؤثر على الحضور الأميركي والغربي فيها".
كما عد الاحتجاجات الشعبية العربية حركة يقظة متسارعة الوتيرة، ووصفها بأنها "غير متوقعة", مشيرا إلى أهمية تحقيق التغيير المنشود وإن كان مفاجئا.
وأكد خاني ضرورة دعم مطالب الشعوب العربية والإسلامية في التخلص من الظلم والتحرك ضد الدكتاتورية، "ولا سيما في ليبيا التي يقتل أبناؤها". وأبدى تفاؤلا بمستقبل ليبيا, معتبرا أنه يسير على خطى تونس ومصر.
علي خاني: الأحداث الراهنة بالمنطقة العربية ستصب في مصلحة الأمن الإقليمي (الجزيرة نت)
تشابه
بيد أن البعض في إيران يرى أن موجة الاحتجاجات التي تجتاح الوطن العربي "تشكل امتدادا لجذور الثورة الإسلامية الإيرانية قبل 32 عاما".
ورأى برست الباحث بتاريخ الثورة الإسلامية محمد بوريزدان تشابها كبيرا بين ما يجري اليوم وأحداث الثورة الإيرانية، معتبرا أن الطابع الشعبي الذي اتسمت به ثورة تونس ومصر من أهم الصفات المشتركة بين الثورة الإسلامية والثورات العربية.
وقال للجزيرة نت إن الفساد وتوزيع الثروة غير العادل والبطالة والتفاوت الطبقي من أهم العوامل التي حركت الإيرانيين ضد الشاه ذاك الوقت، وهي العوامل التي كسرت حاجز الخوف لدى العديد من الشعوب العربية المقهورة اليوم.
كما اعتبر برست أن تحرك الشعوب المسلمة ضد الظلم خصلة مشتركة بين البلدين، "والتغيير المطلوب من الشعوب اليوم مبني على أسس الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العدالة الاجتماعية".
تفاوت
وفي الإطار نفسه أكد الكاتب والصحفي أحمد مقدادي على التشابه بين الاحتجاجات العربية والثورة الإيرانية من حيث طبيعة الحركة الجماهيرية الواسعة على اختلاف مشاربها السياسية والاجتماعية والدينية.
واعتبر مقدادي أن غياب القيادة الواضحة في الاحتجاجات العربية أمر يختلف عن التجربة الإيرانية، وقال للجزيرة نت "القيادات العربية اليوم لا تعد دينية بل شبابية، وترفع مطالب خاصة وغير مؤدلجة".
كما يرى أن "الشباب العربي في ثوراته أخذ زمام المبادرة وتقدم حتى على الأحزاب الإسلامية، ما اضطر هذه الأحزاب أن تعيد صياغة أجنداتها السياسية على أساس مطالب الثائرين".