تولت الاستعدادات غربيا والدعوات إسلاميا وعربيا، لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا ، في حين شدد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو على أن أي تدخل عسكري في هذا البلد يجب أن يكون "الملاذ الأخير" وبموافقة من الأمم المتحدة.
وقال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ إن فرض منطقة الحظر الجوي أمر واقعي وعملي وممكن، لكنه شدد في المقابل على أنه يحتاج لأن يكون على "أساس قانوني واضح"، وأن يحظى بتأييد دولي "واسع" و"في المنطقة نفسها".
مروحيات القذافي
في الأثناء، اعتبر قائد مشاة البحرية الأميركية الجنرال جيمس أموس أن المروحيات التي تستخدمها القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تشكل أقوى تهديد جوي في البلاد.
وحين سئل أموس عن القدرات الجوية الليبية قال "أعتقد أنها متواضعة أرى أن من المحتمل أن يكون أكبر تهديد هو القوات من نوع الهليكوبتر".
وفي وقت سابق قال السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو ) إيفو دالدير إن إقامة منطقة حظر جوي في سماء ليبيا سيكون لها "تأثير محدود" في إسقاط مروحيات عسكرية تحلق على مستوى منخفض تستخدمها قوات القذافي.
خيارت عسكرية
أوباما كشف أن الناتو يبحث خيارات منها العسكري ضد النظام الليبي (الأوروبية)
ويأتي ذلك في حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن الناتو يبحث خيارات منها العسكري ضد ليبيا.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد في واشنطن إن البلدين يتفقان على أن "العنف الذي تمارسه الحكومة الليبية ضد شعبها غير مقبول".
وكان الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن قد صرح الأحد بأن الحلف قد يقوم بتنفيذ منطقة الحظر تلك إذا فوضه مجلس الأمن الدولي .
وقال راسموسن "يراقب المجتمع الدولي الموقف عن كثب، وفي حال واصل القذافي وجيشه مهاجمة الشعب الليبي بشكل منتظم، فلا أتخيل أن يقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة مكتوفي الأيدي"، لكنه دعا إلى توخي الحذر قائلا "إن عملية كهذه تتطلب إمكانيات عسكرية ضخمة".
قرار أممي
ويتزامن ذلك مع استعدادات بريطانية وفرنسية لإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز ذلك الحظر بالتشاور الوثيق مع الولايات المتحدة وألمانيا.
وفي باريس قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن جامعة الدول العربية أيدت فرض منطقة حظر جوي على ليبيا لمنع القوات التابعة للقذافي من مهاجمة المدنيين.
بريطانيا وفرنسا تستعدان لإعداد مشروع قرار أممي بشأن الحظر الجوي (رويترز-أرشيف)
دعوة خليجية
وكان مجلس التعاون الخليجي من جهته قد دعا مجلس الأمن الدولي أمس إلى فرض حظر على الطيران في الأجواء الليبية.
كما أيد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي فرض حظر جوي حقنا لدماء الليبيين.
مالطا تنأى
وفي جزيرة مالطا -القريبة جغرافيا من ليبيا التي أشارت تقارير إعلامية إلى احتمال استخدامها للحشد العسكري ضد ليبيا- قال رئيس وزرائها لورانس غونزي الاثنين إن بلاده لن تستخدم قاعدة عسكرية في حال شن هجوم على ليبيا.
ونقل موقع صحيفة تايمز أوف مالطا عن غونزي قوله إن مالطا لم تتصل مع الناتو، والجهود التي تبذلها في ليبيا هي ذات طابع إنساني بحت.
وعلى الجانب الليبي اتهم وزير الخارجية موسى كوسا الاثنين أميركا وبريطانيا وفرنسا بأنهم "يحيكون مؤامرة لتقسيم بلاده من خلال اتصالهم بالمنشقين في المنطقة الشرقية".
وقال كوسا -في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس- إن ما يجري في بلاده ينحصر في مليشيات مسلحة خارجة عن القانون مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأكد أن هذا التنظيم موجود فعلا في ليبيا.