أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو ) اليوم الخميس أن أسعار الغذاء بلغت الشهر الماضي أعلى مستوى لها على الإطلاق, ولم تستبعد أن ترتفع أكثر في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي, والتي رفعت أسعار النفط.
وقال مدير قسم التجارة والأسواق بالمنظمة ديفد هالام في بيان إن مؤشر أسعار الغذاء ارتفع للشهر الثامن على التوالي, وصعد في فبراير/شباط إلى 236 نقطة من 231 نقطة في يناير/كانون الثاني, وهو ثاني أعلى مستوى للشهر الثاني على التوالي, ويتجاوز ذروة الأسعار المسجلة في 2008.
ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر.
وأضاف هالام في بيان أن الارتفاعات المفاجئة في أسعار النفط قد تفاقم حالة هشة بالفعل في أسواق الغذاء.
كان سعر خام برنت الأوروبي قد ارتفع قبل أيام إلى 119 دولارا للبرميل مع تصاعد القلق في الأسواق بسبب تقلص إمدادات النفط من ليبيا التي تشهد منذ منتصف الشهر الماضي ثورة شعبية على نظام العقيد معمر القذافي.
عوامل مؤثرة
ووفقا لمدير قسم التجارة والأسواق في فاو, فإن التوازن في العرض والطلب في ما يتعلق بالأغذية قد يتعرض لانتكاسة هذا العام.
ورجح في البيان ذاته أنه بسبب تزايد الطلب وتراجع الإنتاج, ستنخفض بشدة هذا العام المخزونات العالمية من الحبوب. وتقدر فاو أن الإنتاج العالمي من القمح سيرتفع بنسبة 3% هذا العام.
من جهته رجح خبير الاقتصاد في فاو عبد الرضا عباسيان أن تظل أسعار الأغذية عند أعلى مستوى لها على الإطلاق حتى يتضح حجم محصول الحبوب لهذا العام.
وأرجع عباسيان ارتفاع أسعار الغذاء العالمية إلى عوامل خارجية مثل النفط والعملات والاضطرابات السياسية.
وقال إن تكوين مخزونات من جانب بعض الدول الرئيسة المستوردة للحبوب التي تسعى إلى تجنب التوترات السياسية يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين والتقلبات في الأسواق.