. . لا زالَت أخبارك تُبلل حواسِي العَطشى بِك
وتلكَ التنهيدَة التِي أسميتها الشَوق تقفُ مع تلكَ
الغَصة التِي تحملُ جزعَ الفُراق ، وكلُ مساماتِ
الرُوح تستذكرُ صوتك المبحوح الذِي لا زالَ يُغني
أنتَ الحُب الوحيد الذِي لَن أجعلهُ يدنُو من الذُبول
بَل سأرعاكَ كَ طفلٍ رضيع أحملهُ بين أحشائِي
وأرويه من ماءَ الورد ، ستكونُ لي الربيع وسأكونُ
لَك دفءَ تشرين ، يا حكايتي البيضاء التِي لَن يُدنسها
السواد ،أمسك بيدي يا رفيق ولتخرسَ الساعَة الحمقاء
فالوداعُ لَم يحن / ما زالُ الوقتُ مبكراً وسمائُنا تحملُ
الكثير من اللهفَة أرجوكَ أن لا تُسقطنِي من ذاكرتكَ
كَخيبَة مليئة بالوجع ، وأنا سأمسكُ بِك كطفلٍ لا ينوي
فراقَ أمه ، بل أني سأندلقُ لجميع تفاصيلك بحب مديد
يأبى الأفول ، أرجُوك أن لا تترجلَ من شفاهي التِي لا
تعرفُ كيفية الوداع ، ولا تترُك كفي لرياح المُؤلمَة
ولا تجعلني أبكي على الورق كما الآن ، إرجع كي
أكتملَ بِك ولتستعيد تقاسيمُ وجهي النُور الذِي فقدتهُ
كُن كَ المطر وأسكن سمائي بلا خوف !
وإحملنِي لكونك الصغير جداً ، الكبير بِك يا فجري
الذِي يمتطِي شُرفَة الحُلم الجميل الذِي لن تطفئهُ
عواصفُ العتب والفُراق . .
وأمضِي معي تحتَ سراجَ الليل والسَهر
ولا تترك يدي أبداً تحت أهدابها السَوداء . .
مما راق