علن فنانون جزائريون عن ميلاد أول نقابة مستقلة للدفاع عن حقوقهم، وعدم تهميشهم.
ورفض الفنانون في بيان التأسيس أن يكون "الفنان الجزائري على هامش التاريخ". وأجمع المؤسسون على ضرورة أن يلتف حول النقابة كل من يعمل في مجال الإبداع من أجل أن يكونوا "يدا واحدة".
وأطلق الفنانون على نقابتهم اسم "الاتحادية الوطنية للفنانين الجزائريين"، وهي تابعة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية.
وأوضح رئيس الاتحادية الفنان والممثل المسرحي علي جبارة في تصريحات خاصة لـmbc.net أن "تأسيس الاتحادية يأتي في ظرف تعرف فيه هذه الفئة حالة من التهميش الرهيب".
وأضاف علي جبارة أن "أحداثا وتظاهرات عديدة شهدتها الجزائر والوطن العربي، ولم يجد فيه الفنانون الجزائريون أي موقف موحد"، كما أن "الوضعية المزرية التي يعيشها غالبية المبدعين جعلتنا اليوم نقول "لا" لكل أساليب التهريج بمستقبل وصورة الفنان الجزائري".
وكشف الفنان ما اعتبره "سوء نية" وزيرة الثقافة خليدة تومي، التي لا تزال "عاجزة" عن إعطاء الفنان كامل حقوقه، في غياب القانون الأساسي، الذي يحفظ الحقوق ويحدد مسار أي مبدع سواء في المسارح أو دور السينما أو أي مرفق ثقافي كان.
وبناء على هذا؛ قرر الفنانون تأسيس "نقابة وطنية مستقلة تعمل على تمكين الفنان من حقوقه"، وتعمل أيضا على "تنظيم واجباته وتجتهد في أن تحقق التحول المرجو منها في المساهمة في بناء وتأصيل الاستراتيجية الثقافية للجزائر في المستقبل".
وتابع الفنان علي جبارة، من مسرح باتنة في شرق الجزائر، أن "الفنان الجزائري يرفض اليوم أن يكون على هامش التاريخ، وسيضطلع بدوره الريادي في تقديم الصورة المشرفة للجزائر".
وأوضح المتحدث بأن بيان التأسيس قد تم إرساله إلى كل المسارح الوطنية، ودور الثقافة، والمرافق الإبداعية الأخرى، من أجل ضم أكبر عدد ممكن من المنخرطين. وأضاف "أن الاتحادية الوطنية التي تضم كل المجالات الفنية والتخصصات الإبداعية، تؤكد أن ميلادها يأتي في زمن عصيب على المبدع الجزائري الذي لا يزال يعاني ظروفا اجتماعية ومهنية صعبة ومعقدة".
واعتبر المؤسسون أن هذه الظروف "ساهم فيها غياب قانون مشرف يحمي هذه الفئة الحساسة والاستثنائية؛ حيث يعيش عدد كبير من الفنانين الجزائريين ظروفا مؤلمة وقاسية، إضافة إلى العدد الأكبر من النجوم الفنية التي رحلت في صمت وهي تعاني أسوأ ما يتعرض له الإنسان".
وتنوي النقابة الوطنية عقد مؤتمرها الأول في أقرب وقت، من أجل تحويل النقابة إلى "بيت دافئ للفنان الجزائري، ودرعا يحميه من كل أشكال الظلم والتهميش، تأكيدا على أن الفنان هو واجهة الوطن".
وتأسّف الفنان الذي أكد التفاف عدد كبير من الفنانين حول النقابة، من أن "سياسة الهروب إلى الأمام وتنظيم عدد كبير من المهرجانات من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي بفضل الإمكانيات المالية الضخمة، آخرها تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، لم يمكن الفنان الجزائري من تحسين وضعيته، بل تدهورت أوضاعه أكثر".