ندوة عن الإعلام المغربي وحركة 20 فبراير
الجزيرة نت-خاص
أجمع إعلاميون ونشطاء حقوقيون مغاربة على أن الإعلام الرسمي تعاطى مع المسيرات التي نظمتها حركة 20 فبراير بنوع من "التجاهل" و"تزييف" الحقائق و"تبخيس" المطالب التي رفعها المتظاهرون.
جاء ذلك في ندوة نظمتها منظمة حريات الإعلام والتعبير الأربعاء تحت عنوان "الإعلام المغربي وحركة 20 فبراير".
وأجمع غالبية المشاركين في الندوة على أن الإعلام المغربي الرسمي اعتاد على تجاهل مبادرات الحركات الحقوقية والتشويش على كل محاولة تروم الإصلاح، كما دأب على "شيطنة" كل من ينادي بالتغيير ويخالف الرأي الرسمي.
وانطلاقا من هذه القراءة العامة، اتهم المشاركون الإعلام الرسمي المغربي بالابتعاد عن المهنية في تغطيته للمسيرات والتظاهرات التي دعا إليها ناشطون شباب عبر موقع فيسبوك يوم 20 فبراير/شباط الماضي.
تجاهل مقصود
ملحاف: الإعلام الرسمي تجاهل بشكل مقصود مظاهرات الشباب ومطالبهم
واعتبرت الناشطة في حركة 20 فبراير وداد ملحاف أن الإعلام الرسمي المغربي تجاهل بشكل مقصود دعوات الشباب للتظاهر في مختلف المدن المغربية والمطالب التي نادوا بها، في مقابل تركيزه على بعض أحداث التخريب المعزولة التي حصلت في بعض المدن.
وقالت ملحاف للجزيرة نت إن وسائل الإعلام الرسمية شنت حربا شرسة على شباب الحركة عبر ترويج أخبار زائفة عن تأجيل المسيرات والمظاهرات، والإعلان عن أرقام هزيلة لا تمت إلى الأعداد الحقيقية الكبيرة التي شاركت في المظاهرات، منوهة في الوقت نفسه بالمنابر الإعلامية المستقلة التي تعاملت بـ"مهنية" في تغطيتها للاحتجاجات.
من جهته اعتبر عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حريات الإعلام والتعبير مصطفى الكمري أن وسائل الإعلام الرسمية وقعت في نفس الأخطاء التي وقع فيها الإعلام التونسي والمصري باتهامه شباب حركة 20 فبراير بالعمالة لجهات أجنبية.
وطالب الكمري الإعلام المغربي الرسمي بالتكلم بلسان الشعب والابتعاد عن دور الدعاية والتهليل للنظام لأن هذا الأمر "لن ينجح في إسكات مطالب التغيير" على حد تعبيره.
المساري: الإعلام الرسمي ربما تجاهل الدعوات للاحتجاج بسبب مخاوف أمنية
مبررات أمنية
بالمقابل رجح وزير الاتصال المغربي الأسبق محمد العربي المساري أن تكون المخاوف الأمنية السبب الرئيسي وراء تجاهل وسائل الإعلام الرسمية لدعوات الاحتجاج، والخشية من "ركوب" البعض موجة الأحداث أو حدوث خروقات تؤدي إلى الفوضى.
وأضاف أن تعاطي الإعلام الرسمي مع تلك المسيرات والمظاهرات لم يؤثر في موقف الرأي العام الذي بات يميز بين مشروعية المطالب التي تنادي بها مظاهرات 20 فبراير وبين الفوضى، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الإعلام الرسمي يعمل أحيانا بمنطق "التعليمات" عبر الهاتف.
وكان المغرب قد شهد في العشرين من فبراير/شباط الماضي مسيرات ومظاهرات قدر عدد المشاركين فيها بالآلاف في مختلف المدن المغربية للمطالبة بتغيير الدستور وتحويل نظام الحكم إلى الملكية البرلمانية وحل الحكومة والبرلمان، إضافة إلى مطالب اجتماعية واقتصادية.