قتل شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات في ساحة التغيير في صنعاء، كما جرت مواجهات مماثلة في أنحاء متفرقة من اليمن في إطار الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح .
فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء أن شخصا قتل اليوم الأحد وأصيب العشرات إثر إطلاق مسلحين بزي مدني ورجال أمن الرصاص الحي وقنابل الغاز حيث وقعت العديد من حالات الإصابات والاختناقات التي نقلت إلى المستشفى الميداني في ساحة جامعة صنعاء.
وأفاد مراسل الجزيرة أحمد الشلفي أنه قام بجولة قبيل الفجر ورأى أعدادا هائلة من رجال الأمن بالزي المدني وبلطجية مسلحين بأسلحة خفيفة وأسلحة بيضاء يتخذون مواقع حول الساحة ويديرون وجودهم بشكل بدا أنهم يهيئون لهجوم.
وأكد المراسل أحمد زيدان أن عددا غير محدد من الجرحى سقط إثر إطلاق الرصاص على المعتصمين، حيث أكد إصابة عشرين بالرصاص خمسة منهم في حالة خطرة جرى إسعافهم خارج المستشفى الميداني.
الأطباء ناشدوا وزارة الصحة تقديم مصل للغازات المطلقة على المعتصمين (الجزيرة)
وقال إنه جرت محاولات عدة لاقتحام ساحات التغيير ومنها محاولات لاقتحام الساحة بالمدرعات لكنها فشلت بعد أن تمدد الشبان أمامها ورموا الجنود المقتحمين بالورود، في تعبير عن سلمية احتجاجهم.
وأشار إلى أن المخرج الأول من جهة جامعة العلوم والتكنولوجيا لم يشهد أي احتكاك حيث تنتشر قوات من الفرقة الأولى في الجيش اليمني، وأكد على حرصهم على عدم الاحتكاك مع المحتجين.
قنابل الغاز
وأضاف أن الأطباء في المستشفى الميداني جددوا تأكيدهم على أن الغازات التي تطلق على المتظاهرين ليست غازا مسيلا للدموع بل غازات سامة تتسبب بغيبوبة واختناق وتشنج عضلي.
وكرر الأطباء شكواهم من عدم تعاون وزارة الصحة مطلقا رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مستشفيات خاصة آزرت المعتصمين وأمدتهم بطواقم إسعاف وأطباء وممرضين بالعشرات.
وطالب الأطباء وزارة الصحة بإمدادهم بمصل مضاد للغاز لعلاج الحالات المصابة التي تعد بالمئات وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
وفي دلالة على تدهور الوضع، غادر الشيخ عبد المجيد الزنداني صنعاء إلى قبيلته في أرحب، ودعا الجيش وقوات الأمن إلى عصيان الأوامر الصادرة لهم بضرب المعتصمين وعدم الاعتداء عليهم.
الزنداني دعا قوات الأمن إلى عصيان أوامر الاعتداء على المواطنين
اعتداءات
وكان مراسل الجزيرة عبد الحق صداح قد قال إن قوات الأمن ومن معهم يسدون المدخلين الرئيسيين إلى ساحة التغيير، مما أثار مخاوف المعتصمين من تكرار ما جرى يوم السبت عندما اقتحمت قوات الأمن الساحة وأطلقت غازا أصاب نحو ألف بالاختناق.
يشار إلى أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا السبت برصاص قوات الأمن في أماكن متفرقة من اليمن بعد أن تدفق مئات الآلاف إلى الشوارع لمؤازرة المعتصمين في ساحة التغيير، والمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح .
ويقول المعتصمون في ساحة التحرير إنهم رغم الاعتداءات عليهم من قوى الأمن والبلطجية مصممون على البقاء في أماكنهم والاستمرار في اعتصامهم إلى حين رحيل صالح، حيث رفعوا اليوم لافتات تصفه بـ"علي كيماوي".
مظاهرات اليمن
وفي تعز قال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن خمسة متظاهرين أصيبوا اليوم في مواجهة مع البلطجية في منطقة المعافر التي سيطر المحتجون على المبنى الإداري فيها يوم أمس.
مصادمات دار سعد أوقعت قتيلين و11 جريحا
كما تجمع عدد كبير من المعتصمين في ساحة الحرية مرددين شعارات ضد النظام حيث فشلت محاولات المسؤولين في المدينة في إقناع الداعين للاعتصام بالتراجع عن قرارهم.
وفي عدن تجددت المظاهرات اليوم على خلفية ما جرى أمس في دار سعد –حيث قتل اثنان من المتظاهرين وأصيب 11 بينهم حالة موت سريري- وتسود حالة من التوتر تنذر بمواجهات مع قوى الأمن.
وكانت جموع غاضبة قد هاجمت السبت مركزا للشرطة في منقطة دار سعد وأحرقت ثلاث سيارات واستولت على محتويات المركز.
وفي حضرموت خرجت مظاهرات تندد بمقتل وإصابة عدد من الطلبة والمتظاهرين في المدينة برصاص قوى الأمن.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن قوى الأمن أعلنت اليوم عن مقتل أحد أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين، وأنه تم إلقاء القبض على اثنين يشتبه في تورطهما في العملية.
كما أفرجت عن خمسة ناشطين من أساتذة جامعة عدن كانت قد اعتقالهم قبل أسبوعيين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات.