عباس أدان العملية بعد بيان من البيت الأبيض يطالبه بذلك (رويترز)
أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض مقتل خمسة مستوطنين إسرائيليين في مستوطنة إيتمار قرب نابلس في الضفة الغربية. كما أدان العملية الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بالإضافة إلى اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط.ونقلت
وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس قوله إنه يرفض ويدين كافة
أعمال العنف الموجهة إلى المدنيين مهما كان مصدرها وأسبابها، مضيفا أن
العنف لن يولد سوى العنف وأن المطلوب هو الإسراع بإيجاد حل عادل وشامل
للصراع.وكان فياض قد عبّر قبل عباس عن رفضه الهجوم على المستوطنة
الإسرائيلية، وقال للصحفيين أثناء افتتاحه مبنى بلدية بيت جالا بالضفة
الغربية إنه "لا ينبغي أن يكون هناك شك بشأن موقفنا في ما يتعلق بالعنف،
فنحن نرفضه بشكل قاطع ولطالما أدناه".وجاءت إدانة عباس بعد بيان
لمكتب أوباما قال فيه إنه "لا يوجد تبرير محتمل لقتل آباء وأطفال في
منازلهم، ندعو السلطة الفلسطينية لإدانة هذا الهجوم الإرهابي بشكل لا يقبل
اللبس، وندعو لإحالة مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة إلى المساءلة".كما
عبرت هيلاري عن صدمتها وحزنها العميق لعلمها بمقتل عائلة إسرائيلية قائلة
"أدين هذا الهجوم المروع بأشد العبارات"، وتابعت أن مقتل ثلاثة أطفال
أبرياء ووالديهم بينما كانوا نياما "جريمة إنسانية لا يمكن تبريرها".أما
اللجنة الرباعية التي تضم أميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم
المتحدة، فقالت إنها ترحب بالإدانة القوية من الرئيس عباس والقيادة
الفلسطينية لهذا الهجوم، وشددت على ضرورة الإسراع في الجهود لتحقيق السلام
الإسرائيلي الفلسطيني والسلام العربي الإسرائيلي الشامل.الجيش الإسرائيلي بدأ عملية للقبض على منفذ العملية (الفرنسية)
طلب
وكان
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب أمس من السلطة الفلسطينية
المساعدة في القبض على منفذي الهجوم، وأكد أن "إسرائيل لن تمر مرور الكرام
على عملية القتل البشعة هذه وسوف تعمل بشدة من أجل الحفاظ على أمن وحياة
مواطني إسرائيل ومعاقبة القتلة".وأجرى الجيش الإسرائيلي تقييما
للوضع بمشاركة رئيس أركان الجيش بيني غانتس وقائد الجبهة الوسطى للجيش
الإسرائيلي اللواء آفي مزراحي وقائد الجبهة الشمالية اللواء غادي آيزنكوت
وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية العميد نيتسان ألون وضباط من شعبة
الاستخبارات العسكرية، وتم إطلاع باراك على تفاصيل التقييمات.وقد
بدأ الجيش الإسرائيلي منذ منتصف الليلة الماضية عمليات واسعة النطاق في
القرى الفلسطينية في منطقة نابلس والقريبة من مستوطنة إيتمار، وشملت
اعتقالات ومداهمات لمنازل الفلسطينيين ونصب حواجز عسكرية.وأكد وزير
الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الجيش وأجهزة الأمن سيعملون بكافة
الوسائل للقبض على المسؤولين عن العملية، في حين قال أعضاء كنيست من حزب
الليكود -الذي يتزعمه نتنياهو- إن تكثيف البناء الاستيطاني سيكون أفضل رد
على الهجوم.وسياسيا قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان
في بيان صادر عن مكتبه إنه أمر البعثة الإسرائيلية بتقديم شكوى شديدة ضد
السلطة الفلسطينية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس
الأمن.مستوطنة إيتمار أقيمت على أراضي قرية عورتا (الفرنسية)
الوضع الميداني
وعلى
خلفية العملية اعتقلت قوات الاحتلال في منطقة نابلس حتى الآن نحو ثلاثين
فلسطينياً بينهم أشقاء شبان فلسطينيين قتلوا برصاص قوات إسرائيلية خلال
الشهر الجاري.واتهم الاحتلال فلسطينيين اثنين بقتل الإسرائيليين
الخمسة طعنا بسكين في مستوطنة إيتمار جنوب شرق نابلس، في حين أشارت
التحقيقات الأولية إلى أن شخصين تمكّنا من تسلّق السياج الأمني المحيط
بالمستوطنة ودخلا منزلا وقتلا سكانه، ثم لاذا بالفرار.وأكد أهالي
قرية عورتا -التي تقام المستوطنة على أراضيها- لمراسل الجزيرة نت عاطف دغلس
أن جيش الاحتلال يفرض حظرا عسكريا على القرية ويمنع دخول أو خروج أي من
المواطنين منها وإليها.
كما أفاد المراسل بأن قوات الاحتلال
الإسرائيلي تفرض حاليا طوقا أمنيا مشددا على مدينة نابلس حيث نصبت أكثر من
خمسة حواجز على مداخل المدينة.وقد باركت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس ) والجهاد الإسلامي هذه العملية –التي تبنتها كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد عماد مغنية- التي قالتا إنها تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال المستمرة في القدس والضفة الغربية وغزة.وتأتي
هذه العملية في ظل عمليات تصعيد ينفذها المستوطنون في قرى ومناطق شرق
نابلس خاصة وشمال الضفة الغربية بشكل عام، والتي كان آخرها إصابة تسعة
فلسطينيين من قرية قصره شرق نابلس بجروح مختلفة ثلاثة منهم في حالة الخطر
قبل عدة أيام إثر استهدافهم بالرصاص الحي من قبل مستوطنين وجنود الاحتلال
خلال دفاعهم عن أرضهم المصادرة.وتعد إيتمار
-التي تقيم فيها جماعات من أشد المستوطنين تطرفا- من كبرى المستوطنات في
شمال الضفة الغربية، وهي جاثمة على أراضي قرية عورتا منذ أكثر من ثلاثين
عاما وصادرت نحو 90% من أراضيها.