شددت السلطات الأردنية الحراسة على منزل الأمين العام لجبهة العمل
الإسلامي –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- حمزة منصور، بعد أن
تعرض لتهديدات من مجهولين.
وقالت مصادر بالحركة الإسلامية للجزيرة
نت إن عائلة منصور التي تقطن بمدينة سحاب شرق العاصمة عمّان تلقت تهديدات
بالاعتداء عليها السبت الماضي مما دعاها لإبلاغ منصور الموجود حاليا بمصر
والذي أبلغ بدوره الحكومة الأردنية.
ووفق رئيس الدائرة السياسية
بالحزب زكي بني ارشيد فإن رئيس الحكومة معروف البخيت اطمأن على عائلة منصور
وطلب من مدير الأمن العام تشديد الحراسة على منزله.
واتهم بني
ارشيد في حديث للجزيرة نت من أسماهم "البلطجية وجهات معروفة" بالوقوف وراء
التهديدات التي تعرض لها منصور، محملا السلطات الحكومية والأمنية مسؤولية
أي اعتداء يقع على منصور أو أي قيادي إسلامي أو معارض.
واتهم بني
ارشيد "جهات رسمية" برعاية "التحريض وثقافة البلطجة" التي قال إنها تنتشر
من قبل "متنفذين وجهات إعلامية باتت تحرض على قيادات المعارضة والحركة
الإسلامية علنا ودون أي تحرك من الجهات المسؤولة لردعها".
وأبلغت
مصادر في الحركة الإسلامية الجزيرة نت أن جهاز الأمن العام نشر دوريات
للشرطة حول منزل منصور، كما أن حراسات سترافقه لمنع أي اعتداء عليه.
منصور ثاني قيادي معارض تشدد الحراسة عليه بعد ليث شبيلات (الجزيرة نت-أرشيف)
أعمال البلطجة
وربطت
المصادر بين تزامن هذه التهديدات ونقل وسائل إعلام ومنها التلفزيون الرسمي
هتافات وردت في مسيرة تأييدا للملك عبد الله الثاني تدعو لإسقاط الأحزاب
وجماعة الإخوان المسلمين ردا على مطالبة هذه الجهات بـ"إصلاح النظام".
وحمل
بيان صدر عن المكتب التنفيذي لحزب العمل الإسلامي الحكومة المسؤولية عن
"كل ما جرى ويجري من أعمال التجاوز والبلطجة والاعتداء على الشخصيات
الوطنية".
وقال البيان إن الحكومة "قادرة بحكم ولايتها على إيقاف
هذه المهزلة وبغير ذلك فان الحكومة تكون شريكا في كل ما جرى ويجري، وعليها
أن تقوم بواجبها في حماية الوطن والمجتمع وردع العابثين بأمن الدولة
والمجتمع".
واتهم الحزب "جهات مشبوهة" بممارسة "حركة التحريض
والتعبئة والتحشيد وإثارة النعرات وشحن النفوس وتفتيت المجتمع وتمزيق الوطن
واستخدام بعض وسائل الإعلام وتحت عناوين المزايدة وتقسيم المواطنين إلى
موالاة ومعارضة".
واعتبر أن "قوى الفتنة المتضررة من الإصلاح تستنفر
طاقتها وكل إمكاناتها لافتعال معارك جانبية وإشغال الرأي العام بصنع أزمات
اجتماعية وسياسية على حساب الوطن ومصالحه الحقيقية وللتهرب من استحقاق
الإصلاح المطلوب".
إحدى المسيرات التي خرجت للمناداة بإصلاح النظام (الجزيرة نت-أرشيف)
مناخ التوتر
ولفت
حزب العمل إلى أن هذه القوى تسعى "لفرض مناخ التوتر والشد المجتمعي، لضرب
المواطنين بعضهم ببعض وتجعل من الوطن وقودا لمعاركهم للمحافظة على مواقعهم
ومكاسبهم ومن أجل ذلك يستوردون ثقافة البلطجة السياسية والإعلامية،
ويمارسون كل أنواع الإرهاب الفكري والإعلامي والمجتمعي".
وجاء في
البيان "إنهم يحرقون الوطن بعقلية متأزمة وأدوات متخلفة ويشيعون الحقد
والكراهية ويراهنون على ضعف المجتمع الذي كانوا السبب في إرهاقه وإنهاكه
عبر سنوات طويلة من التفرد والإقصاء واحتكار السلطة والنفوذ".
ويعتبر
منصور ثاني قيادي معارض تشدد الجهات الأمنية المسؤولة الحراسة عليه بعد أن
أمر العاهل الأردني بتشديد الحراسة المسلحة على المعارض البارز ليث شبيلات
الشهر الماضي.
وكانت مسيرة لشبيبة أحزاب المعارضة تعرضت قبل شهر
لاعتداء من مدنيين وصفوا بـ"البلطجية"، وفتحت الحكومة تحقيقا في الحادث
تولته جهات قضائية.
غير أن انتقادات وجهها إعلاميون وسياسيون
للحكومة على تأخرها في إعلان نتائج التحقيق وسط اتهامات من المعارضة لجهات
رسمية ونواب بالتورط في هذا الاعتداء.
لكن الحكومة قالت على لسان
وزير العدل إنها ماضية في التحقيق وإنها ستعلن نتائجه حال اكتماله، وتحدثت
صحيفة العرب اليوم الأسبوع الماضي عن توقيف 11 شخصا من المتهمين بالاعتداء
على المسيرة التي أصيب فيها عدد من المعارضين أبرزهم الكاتب الصحفي موفق
محادين الذي كسرت ذراعه ونجله فراس الذي أصيب بجروح في رأسه.