قوات من البحرية الليبية قبالة سواحل العاصمة طرابلس(الفرنسية-أرشيف)
مثلما
تم إضعاف وتهميش وحدات الجيش الليبي في العقود الماضية لصالح الكتائب
الأمنية الخاصة، فقد بقيت القوات البحرية الليبية ضعيفة العدد ومحدودة
التأثير على عكس نظيراتها في دول البحر الأبيض المتوسط المجاورة.
وتشير
المعلومات إلى أن البحرية الليبية تتكون من نحو ثمانية آلاف عنصر، و17
قارب دورية، وعشرة قوارب إنزال، وعدد محدود من الفرقاطات والغواصات
والزوارق الحربية وكاسحات الألغام تختلف التقديرات المتداولة بشأنها.
ومع
رفع الحصار المفروض على ليبيا، سعى العقيد القذافي إلى تحديث هذا الأسطول
المكلف بتأمين السواحل الليبية الممتد على 1770 كلم باتفاقات ومناورات
وتدريبات عسكرية مع كل من روسيا وفرنسا.
وفي العام 2008 وبعد زيارة
الرئيس الروسي حينها فلاديمير بوتين إلى طرابلس، تقدم النظام الليبي بطلب
رسمي إلى روسيا لتصنيع ثلاثة من زوارق البرق الصاروخية الحربية بقيمة تبلغ
200 مليون دولار.
وبعد ذلك بأشهر وإثر زيارة العقيد القذافي روسيا،
وقع الطرفان خلالها اتفاقا على صفقة سلاح تشتري بموجبها ليبيا أسلحة متنوعة
بأكثر من ملياري دولار.
وتعتمد ليبيا بشكل رئيسي على روسيا في
تسليح أساطيلها الحربية الجوية والبحرية والبرية، وتشكل المعدات الحربية
السوفياتية الصنع نحو 90% من سلاح الجيش الليبي.
وخلال الفترة بين
1981 و1985 جهز السوفيات الليبيين بمعدات حربية بمبلغ 4.6 مليارات دولار.
وجرى تجهيز ليبيا من الطائرات الحربية فقط بما يقارب 350 طائرة، بينها 130
مقاتلة "ميغ 23"، و70 مقاتلة "ميغ 21"، و6 قاذفات "سو 24"، و6 قاذفات بعيدة
المدى "تو 22".
وللعلم فإن الجيش الليبي يتسلح بما يقارب 4 آلاف
دبابة سوفياتية الصنع وكمية كبيرة من الأنظمة الصاروخية المضادة لسلاح الجو
والمعدات الحربية البحرية وغيرها من الأسلحة، وفق وكالة أنباء نوفوستي
الروسية الرسمية.
ومع اندلاع الثورة الحالية في ليبيا، تعرض نظام
القذافي لطعنة شديدة حين رفضت سفينتان حربيتان قصف الثوار في مدينة بنغازي
واتجهتا بدلا من ذلك صوب جزيرة مالطا.
ويعوّل العقيد القذافي حاليا
على سلاح القوة البحرية لضرب الثوار الذين يتمركزون حاليا في مدن الشرق
الليبي الواقع أغلبها على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وسيزداد تركيز
القذافي أكثر على القوة البحرية إذا ما تم تطبيق فرض الحظر الجوي الذي
طالب به العرب ولوحت به أطراف دولية عديدة، في ظل الانتكاسات المتتالية
لكتائبه الأمنية على الميدان.
على أن سلاح القوات البحرية لن يكون
حاسما بالنسبة للقذافي بالنظر إلى جملة اعتبارات من بينها أن عددا من
القواعد البحرية في المناطق الشرقية (بنغازي، ودرنة، وطبرق) هي الآن تحت
سيطرة الثوار.