دعوات أممية متزايدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين بساحل العاج (الفرنسية-أرشيف)
أكد
متحدث رسمي باسم رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو أمس أنه
مستعد للحوار مع غريمه المعترف به دوليا كرئيس منتخب للبلاد الحسن وتارا،
من أجل الخروج من الأزمة الحالية التي خلفت آلاف القتلى ونزوح عشرات آلاف
السكان باتجاه دول مجاورة.
وذكر
المتحدث أهوا دون ميلو على التلفزيون المحلي أن الرئيس "ينظر في مجموع
النقاط التي اقترحها الاتحاد الأفريقي للنقاش"، مضيفا أنهم ينتظرون تعيين
ممثل رسمي للاتحاد للإشراف على الحوار الداخلي بين الأطراف المختلفة.
جاء
ذلك أياما قليلة بعد التصريح الذي أدلى به وتارا ودعا فيه غباغبو إلى
اغتنام "الفرصة الأخيرة" لترك الحكم بطريقة سلمية، عقب رفض الرئيس المنتهية
ولايته مقترح وساطة تقدم به الاتحاد الأفريقي.
وركز
ممثل غباغبو على أن "الحوار هو الطريق الأوحد لإيجاد مخرج سلمي للأزمة
الراهنة في البلاد وحماية المدنيين"، ودعا من أسماهم بـ"المتمردين" -في
إشارة إلى أنصار وتارا- إلى إلقاء السلاح والدخول في الحوار.
استمرار القصف وتارا دعا غريمه غباغبو إلى اغتنام "الفرصة الأخيرة" لترك الحكم سلميا (رويترز-أرشيف)
غير
أن شهود عيان أكدوا من جانبهم أن القوات التابعة لغباغبو لا تزال مستمرة
في شن هجمات على مناطق بها مدنيون وخاصة جهة أبوبو وسط أبيدجان، ونقلت
وكالة الصحافة الفرنسية اليوم عن أحدهم قوله "اضطررنا للاختباء طويلا حتى
لا تصيبنا القذائف التي استمر إطلاقها حتى وقت متأخر من الليل".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون قد
أدان مقتل مدنيين داخل سوق بمنطقة "أبوبو" ذات الكثافة السكانية المرتفعة
بعد قصفه أول أمس، فيما أوضح المتحدث الرسمي باسمه أن مصادر حقوقية أممية
أكدت مقتل 25 شخصا على الأقل وجرح حوالي أربعين في عملية القصف.
وأضاف المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من عمليات القتل.
وأيدت
وزارة الخارجية الفرنسية اعتماد عقوبات أشد ضد رئيس ساحل العاج المنتهية
ولايته، وقال مسؤول في الوزارة أمس "بسبب استمرار القتال وسقوط ضحايا
بأعداد كبيرة، يجب أن نسارع إلى اتخاذ قرارات حاسمة ترسل إشارات قوية
للمتسببين في تدهور الأوضاع بالبلاد".
وتقول
مصادر الأمم المتحدة إن حوالي أربعمائة ألف هجروا منازلهم، من بينهم مائتا
ألف شخص نزحوا من أبيدجان وحدها، ضمنهم نحو ثمانين ألفا عبروا الحدود إلى
ليبريا وغينيا هربا من القتال المستمر.