عاطف دغلس-نابلس أطلقت منظمات ومؤسسات محلية وأهلية فلسطينية مبادرة جديدة لتشكيل تحالف للدفاع عن حرية الرأي والتعبير للصحفيين ومؤسساتهم.
وقال
موسى الريماوي مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"
–وهو أحد المؤسسات المشكلة للائتلاف- إن الهدف هو الدفاع عن حرية التعبير
المتمثلة بالأفراد أو المؤسسات الإعلامية، "وحماية حرية التعبير بالأراضي
الفلسطينية بشكل عام".
وأكد في حديثه
للجزيرة نت أن هذا الائتلاف الذي يضم مؤسسات إعلامية وحقوقية جاء في ظل
تصاعد الانتهاكات والاعتداءات بشكل غير مسبوق بحق الصحفي الفلسطيني سواء من
الاحتلال الإسرائيلي أو على الصعيد الداخلي "المتمثل باعتداءات الأجهزة
الأمنية الفلسطينية بالضفة وغزة".
وأشار إلى
أن هذه المؤسسات رصدت 218 انتهاكا ضد الصحفيين خلال العام الماضي، إضافة
لما تتعرض له حرية التعبير التي كفلها القانون الفلسطيني الأساس والإعلان
العالمي لحقوق الإنسان عبر المادة 19.
الأول فلسطينيا
ولفت
الريماوي إلى أن أبرز ما يميز هذا الائتلاف هو أنه أول تحالف فلسطيني
للدفاع عن حرية التعبير وحمايتها، في ظل غياب جسم أو تكتل موحد لهذا الغرض،
قائلا إن تأثير المؤسسات الأهلية أو مؤسسات المجتمع المدني سيكون أكبر في
حال تبنيها مثل هذه القضية.
وأضاف أن 17
مؤسسة بادرت إلى تشكيل هذا الائتلاف وأنهم ما زالوا يتلقون طلبات من مؤسسات
وأشخاص ناشطين بهذا المجال للانضمام إليه. وبين أن المجال لا يزال مفتوحا
لتوسيع الائتلاف "لضمان حرية التعبير المكفولة بالقانون الفلسطيني الأساس
والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وردا على
سؤال عن مدى إمكان أن يشكل هذا الائتلاف واجهة دفاعية عن الصحفيين أو
الممثلين لحرية التعبير، عبر مدير مركز مدى عن الأمل في أن يساعد التحالف
على تحسين هامش حرية التعبير بالأراضي المحتلة، وحماية من يمثلها من
الصحفيين وغيرهم.
وأكد أن هذا التحالف ليست
مهمته مؤقتة أو محددة بأشهر أو سنوات، وقال إنه سيساعد على ضمان حرية
التعبير أكثر سواء بالممارسة الفعلية وتطبيق القانون الفلسطيني، أو خلال
تعديل القوانين المتعلقة بحرية التعبير حتى تتلاءم مع المواثيق الدولية
الخاصة بهذا المجال "في حال تفعيل المجلس التشريعي لاحقا".
الدور الحقوقي
أما
شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق الفلسطينية –إحدى المؤسسات الحقوقية في
الائتلاف- فأشار إلى أن دورهم لن يقتصر فقط على الجانب الإعلامي وفضح
الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون، بل سيشمل "تطبيق الجانب
القانوني بمحاسبة كل من يعتدي عليهم".
وأكد
جبارين للجزيرة نت أن دور الائتلاف سيكون إضافة لرصده الانتهاكات ضد حرية
التعبير ومن يمثلها، سيكون دورا وقائيا ورقابيا لمنع المساس بالإعلاميين،
إضافة لدوره المعنوي والتحقيقي والتوثيقي.
وأوضح
جبارين أن فكرتهم لاقت قبولا واسعا لدى مختلف المؤسسات الأهلية والمحلية
الحقوقية والإعلامية، وأن هذا ما دعم الفكرة وقواها، بحيث لن يقتصر الأمر
على الفضح الإعلامي للدفاع عن الصحفيين بل سيتعدى ذلك إلى تشكيل طواقم دفاع
عنهم.
وأضاف أن مركز مدى الذي يستضيف
الائتلاف الآن لديه برامج من ضمنها الدفاع عن الصحفيين، كما أن هناك العديد
من المحامين بالضفة وغزة جاهزين للقيام بدور الدفاع على المستوى الحقوقي
والقانوني وتبني قضايا الائتلاف.
بالأرقام
وكان
مركز مدى قد رصد في تقرير له خلال العام الماضي 218 انتهاكا بحق الصحفيين،
بارتفاع مقداره 45 انتهاكا عن عام 2009، الذي رُصِد خلاله 173 انتهاكا.
وقد ارتكبت
قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون الجزء الأكبر من ذلك
بما يزيد عن 139 انتهاكا، وارتكبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة
والقطاع 79 انتهاكا.