سهير حماد تلقي قصيدة أثناء الندوة وعلى يسارها رولا شماس
شرين يونس-أبو ظبي
انتشرت الآونة
الأخيرة موسيقى الهيب هوب بالدول العربية، ولفتت أغانيها الانتباه خلال
الثورات العربية المتتالية، فرغم الأداء الغربي والمظهر الخارجي لهذه
الفرق، فقد كانت فى لغتها وقضاياها عربية خالصة وفق ما يراه متابعون.وتطرقت
آخر ندوات البرنامج الثقافي لمعرض أبو ظبي الدولى للكتاب لهذه الموسيقي
وبداياتها، وانتشارها بمجتمعاتنا العربية، واستضافت كلا من الشاعرة
والكاتبة الفلسطينية سهير حماد التى ألفت الكثير من أغاني الهيب هوب،
والإيرانية رولا شماس التى تطرقت بأفلامها الوثائقية لبعض مغنيها العرب.وتحدثت
حماد عن بداية موسيقى الهيب هوب بالولايات المتحدة بسبعينيات القرن
الماضي، بين الأحياء التى يقطنها السود، ووصفتها بأنها جاءت كرد فعل لما
تعرضوا له من عنصرية، وكوسيلة للتعبير عن مشاكلهم الاجتماعية، وأيضا كتطويع
طاقاتهم بديلا عن العنف والمخدرات.
"
رولا شماس:
الانتشار الكبير لموسيقى الهيب هوب بين الشباب العربي كان وسيلة للإصلاح
الاجتماعي، وقد تناولوا فيها قضايا اجتماعية وسياسية
"قضايا اجتماعية وللهيب
هوب أربعة عناصر رئيسية، هي الدي جي، وهو فن تشغيل الأقراص الموسيقية،
وأيضا القصائد -وكانت بداية تكتب على الجدران- ورقصة البريك دانس، وهو نوع
من التعبير الجسدي لموسيقي الراب، وأخيرا موسيقي الراب ذات الإيقاع
المتقطع.وتروي حماد كيف انتشرت هذه الفرق بالمجتمعات العربية التى
تشهد نوعا من الطبقية وتهميش الشباب، بالإضافة إلى الأزمات السياسية
كالعراق وفلسطين ولبنان ومصر ودول الخليج، واتخذت من شبكة الإنترنت وسيلة
رئيسية للترويج لفنها.من جهتها وصفت شماس، هذا الانتشار للهيب هوب
بين الشباب العربي، بأنه كان وسيلة للإصلاح الاجتماعي، وقد تناولوا قضايا
اجتماعية وسياسية، مؤكدة ضرورة التفاعل مع هذه الفرق وتلك الأغاني، لأن
الهيب هوب برأيها "علاقة متبادلة بين مؤديها والمجتمع".بينما أشارت
حماد إلى ظهور الهيب هوب بفلسطين منذ الثمانينيات، حتي أن قمصان الهيب هوب
ظهرت فى رام الله، بالإضافة إلى العديد من أغاني الهيب هوب التى تزامنت مع
الثورات الشعبية فى كل من مصر وتونس، واصفة تلك الألبومات بأنها مدفوعة
بصدق هؤلاء الشباب وما يشعرون به.ووصفت حماد تلك الموسيقي باعتبارها
شكلا من أشكال المقاومة غير العنيفة التى يلجأ إليها الشباب، مشيرة إلى أن
هذه الفرق بالوطن العربي، لها مسابقاتهم المحلية والإقليمية، ومجتمعهم
الخاص القائم بذاته.وأضافت أنه رغم الشكل الخارجي لمريديها الذي
يتشبه بالغرب، فهم فى دواخلهم عرب، سواء باستخدام اللغة العربية وأيضا
اللهجات المحلية، أو القضايا التى يتناولونها، متوقعة انتشار موسيقاهم
مستقبلا.
"
سهير حماد: الهيب هوب فن يتجاوز كل
اللغات، وينتشر حتي بين المجتمعات التى لا تشهد نوعا من الطبقية، لأنه
يتحدث فى إطاره الشامل عن قيم عالمية
"قيم عالمية
وأكدت
حماد أن كل ما هو تقليدي يتغير بفعل الزمن، واعتبرت أن الهيب هوب، فن
يتجاوز كل اللغات، مشيرة إلى انتشاره حتي بين المجتمعات التى لا تشهد نوعا
من الطبقية، لأنه يتحدث فى إطاره الشامل عن قيم عالمية.من جهتها
أشارت شماس إلى صعوبة يواجهها مؤدو هذا النوع من الموسيقي، خاصة أن أغلبهم
من الشباب، هي ما يتعلق بمشكلة التمويل، خاصة مع ارتفاع كلفة استئجار
الأستوديوهات، وشراء النغمات، وهو ما يجعل هناك حاجة ملحة لتبني هذه
المواهب والكشف عنها وفق قولها.كما تحدثت عن مشروع لفيلم وثائقي
أعدته بمدينة العين بالإمارات، تعرضت فيه لـ28 شابا وفتاة، من مختلف
الجنسيات، يؤلفون الموسيقي من مصروفهم اليومي فى سعي للتعريف بهم عسى أن
"يتبناهم بعض المنتجين" كما تقول شماس.وذكرت أن مشروعها أجهض، ولم
تفرج الجهة التى قامت بالشراكة معها لتنفيذ الفيلم عن نسخة الفيلم، مشيرة
إلى اعتقادها بأن وجود فتاة إماراتية ضمن الشباب الذين يتحدث عنهم الفيلم
وراء عدم تمرير الفيلم، وفق تخمينها.وذكرت أن فيلمها الذي تناول قصة
فتاة إماراتية تنتمي لعائلة كبيرة بمدينة العين، قامت بتأليف أغان والقيام
بأدائها طوال خمس سنوات دون علم أهلها، وهي أغان تتناول قضايا عربية
سياسية، تم تنفيذه بالشراكة مع مفوضة أبو ظبي للأفلام.ولكن شماس
فوجئت عند طلب نسخة من فيلمها بمماطلة من قبل المنتجين، استمر طوال العام
الماضي، مما جعلها تظن أن الأمر يتعلق بتلك الفتاة التى وضعت اسما مستعارا
لها هو "اللوغن" خاصة أن التقاليد الاجتماعية تحظر مثل تلك الأمور.