أطلقت
منظمة التضامن لحقوق الإنسان والفدرالية الأورومتوسطية لمحاربة الاختفاء
القسري نداء عاجلا مشتركا لتوفير منافذ آمنة ودون شروط لإيصال المساعدات
الطبية للمدن الليبية التي تتعرض لهجمات كتائب معمر القذافي.
وطلبت المنظمتان الحقوقيتان من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية تنفيذ مضمون
القرار رقم 1973 الصادر
عن مجلس الأمن الجمعة الماضية عبر وقف ما سمتاه "حملة إبادة" تشنها
الكتائب الموالية لنظام القذافي على المدنيين، ووضع حد لكل أشكال الاختفاء
القسري.
بالإضافة
إلى توفير منافذ آمنة ودون شروط لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية ونقل
الضحايا لمراكز طبية مجهزة بالمدن التي تتعرض للقصف.
ومن أجل رفع الحصار عن مدن
مصراتة و
أجدابيا و
الزاوية والزنتان
وزوارة ويفرن ونالوت والرجبان؛ دعت الهيئتان لانسحاب فوري للقوات المسلحة
التابعة للقذافي من مراكز تجمعها حول هذه المناطق، وكذلك "وقف حملة ترهيب
سكانها" وفق البيان المشترك.
أوضاع متدهورة
وأوضح
البيان أن العديد من المدن الليبية تحتاج إلى تدخل طبي وإنساني عاجل بعد
أسابيع من الحصار والقصف المكثف، حيث تدهورت الأوضاع فيها بشكل كبير وصارت
قاب قوسين أو أدنى من حالة الكارثة، وتصدرت لائحة المدن المعنية مصراتة
ثالث أكبر مدن ليبيا التي تحاصرها حشود قوات القذافي قبل ثلاثة أسابيع
وتقصف بالمدفعية الثقيلة.
ونقل
عن مصادر طبية بالمدينة أن يوم 18 مارس/ آذار الحالي شهد وفاة 25 من
المدنيين وإصابة أكثر من مائة، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع مع تواصل القصف.
وما زالت أجدابيا تحت الحصار منذ أربعة أيام وأدت الهجمات عليها بالقذائف
والمدفعية الثقيلة إلى وفاة ما يزيد على ثلاثين مدنيا من بينهم أطفال، فضلا
عن مئات المصابين.
وقد
ناشد بعض سكان المدينة منظمة التضامن لحقوق الإنسان مساعدتهم لنقل عشرة
جرحى في حالة حرجة يحتاجون لتدخل طبي عاجل. وعلى مقربة من الحدود الليبية
التونسية عمدت قوات النظام الليبي بعد السيطرة على مدينتي الزاوية وزوارة
إلى القيام بعمليات اختطاف داخل مستشفيات المدينة، وألزمت عائلات بأخذ
جرحاها إلى المنازل وهو ما يعرضهم حياتهم لخطر الموت بسبب غياب رعاية صحية
لهم.
حصار وتجويع
وأشار
البيان إلى أن مدن وقرى المناطق الجبلية في غرب البلاد كالزنتان ونالوت
والرجبان ويفرن تتعرض لحصار وقصف بالأسلحة الثقيلة منذ ثلاثة أسابيع، مما
أدى إلى شح في السلع والمحروقات وإلحاق الضرر بقدرات المصحات الموجودة
فيها.للإشارة فإنه لا تتوفر أرقام
مؤكدة عن حجم الضحايا جراء الهجمات التي تتعرض لها المدن الليبية، غير أن
متحدثا باسم الثوار سبق أن صرح للجزيرة أنه قتل ما يزيد على ثمانية آلاف
ليبي على أيدي قوات القذافي.