المعتصمون مصرون على البقاء حتى تحقيق مطلبهم برحيل الرئيس اليمني (رويترز)
أعلنت المعارضة اليمنية أن الرئيس علي عبد الله صالح رفض خطتها الانتقالية التي تطالبه فيها بالتنحي هذا العام وإجراء إصلاحات سياسية وذلك بعد تأكيد مسؤول يمني على رد "إيجابي"، من جهة أخرى قتل مدني وجرح آخر على الأقل في محافظة عمران عندما قصفت القوات الحكومية بالأسلحة الثقيلة متظاهرين يطالبون بإسقاط النظام.
وقال بيان صادر باسم الحوثيين إن عددا من المدنيين سقطوا عندما قصفت دبابات للجيش اليمني من موقع التمثلة متظاهرين في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران (شمال صنعاء).
وبينما وصف المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام قصف المتظاهرين بالعمل الإجرامي البشع، أقر مسؤولون يمنيون بسقوط قتيل وجرح آخر في القصف.
لا انسحاب
وفي سياق احتجاجات الجمعة توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين في صنعاء وتعز وعدن ومحافظات أخرى إلى ساحات الاعتصام لحضور صلاة الجمعة والمطالبة بإسقاط النظام.
كما صدر بيان عن الشباب المعتصمين في صنعاء كذبوا فيه انسحاب كثيرين منهم من الاعتصام, وكان بيان آخر صدر عن من يصفون أنفسهم بشباب التغيير في اليمن طالبوا فيه المواطنين بأداء صلاة الجمعة في ساحات الاحتجاج، وأكدوا على رفض أي مبادرات تهدف إلى إيقاف الاحتجاج حتى رحيل الرئيس اليمني.
من جهته رفض تكتل أحزاب اللقاء المشترك التعليق على الأنباء التي راجت عن قبول صالح لاتفاق أبرمته المعارضة مع علماء ومشايخ ما عدا النقطة المتعلقة بترك السلطة قبل نهاية العام، وأكد أن التكتل منحاز بالكلية لمطالب الشعب.
وخشية من حدوث صدامات بين معارضي الرئيس ومؤيديه قال وزير الداخلية اليمني مطهر رشاد المصري إنّ القوّات الأمنية تتعامل بحيادية تامّة مع المظاهرات سواء أكانت للقاء المشترك أو المؤتمر الشعبي العام. وتعهّد الوزير بعدم ملاحقة المتظاهرين بعد انسحابهم من ساحات الاعتصام.
صالح رفض عرض المعارضة (رويترز)
رفض
وفي سياق الجهود الدبلوماسية رفض صالح عرض المعارضة, بعد أن ساد جو بأنه سيرد بشكل إيجابي حسب ما أعلن مصدر يمني مسؤول لوكالة رويترز.
وقد عرض تحالف لأحزاب المعارضة في اليمن انضم إليه بعض زعماء القبائل والقادة الدينيين "خارطة طريق" من خمس نقاط على صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما.
ويقول زعماء لتحالف المعارضة إن خطتهم ستمهد الطريق أمام تنحي صالح بحلول نهاية عام 2011 رغم أن الشبان والنشطاء أبدوا تشككهم وطالبوا باستقالته على الفور.
وقال المتحدث باسم المعارضة محمد الصابري إن الرئيس اليمني سيوافق على الخطة "لكنها بحاجة لموافقة من الشارع". وأضاف "حتى لو قبل الرئيس مبادرتهم لا بد أن يطرحها على الشعب الذي سيقرر هل يقبلها أم لا؟".
وكان صالح قد وعد بأن يتنحى حين تنتهي فترة ولايته في عام 2013 لكنه كما تقول رويترز, يجد صعوبة في إقناع معارضيه بأن هذا الوعد ليس مناورة لدرء انتشار الاحتجاجات.
يشار إلى أن من بين الخطوات المقترحة في خطة المعارضة, تغيير الدستور وإعادة صياغة قوانين الانتخابات لضمان تمثيل عادل في البرلمان وإقالة أقارب صالح من المناصب القيادية في الجيش وقوات الأمن وضمان حق الاحتجاج السلمي.
الأغبري وصفت عرض صالح بأنه التفاف على ثورة الشباب (الجزيرة-أرشيف)
التفاف
وقالت سامية الأغبري -وهي ناشطة بارزة في صنعاء- إن هذه طريقة واضحة "للالتفاف على ثورة الشباب" وذكرت أن المحتجين لن يقبلوا بما هو أقل من رحيل هذا النظام فورا دون تأخير.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات, حيث يقول ناشطون من مدن مختلفة يطالبون بالتغيير إنهم يشكلون مجموعة تسمى "تضامن الشعب" يتوقع أن تجتذب حشودا كبيرة وتظهر أن لديهم تفويضا بمواصلة الضغط من أجل استقالة صالح على الفور.
وفي هذا السياق أفاد مراسل الجزيرة نت في عدن بأن المدينة شهدت عقب صلاة الجمعة اليوم مظاهرات حاشدة.
ويرفع المحتجون شعارات تكشف عن شعور بالإحباط تجاه تفشي الفساد وارتفاع نسبة البطالة في بلد يعيش 40% من سكانه على دولارين أو أقل يوميا ويعاني ثلث السكان فيه من جوع مزمن, طبقا لتقديرات بثتها رويترز.