أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أنه لم ولن تصدر أي أوامر بالتعدي على أبناء الشعب، وأن ما حدث الليلة الماضية خلال مظاهرات الجمعة كان نتيجة احتكاكات غير مقصودة بين الشرطة العسكرية وأبناء الثورة.
وقال المجلس اليوم في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إنه ستتخذ كافة الاحتياطات التي من شأنها أن تراعي ذلك مستقبلا، وأكد حرصه على تحقيق الأهداف النبيلة للثورة.
يأتي هذا التوضيح بعدما دعا نشطاء مصريون إلى مظاهرة مليونية اليوم للتأكيد على مطالب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك ، وسط ذهول وخيبة أمل من هجوم الجيش على المعتصمين أمس في ميدان التحرير وفض اعتصامهم بالقوة ومطاردتهم في الطرقات.
وقالت الناشطة نوارة نجم في حديث لقناة الجزيرة إن الجيش لم يكن يوم الجمعة كما اعتاد عليه المواطنون، بل كان متحفزا منذ البداية، وأبدت صدمتها واستغرابها من تصرف الجيش في ملاحقة المعتصمين قائلة إنها لم تكن تتخيل أن تفر وتختبئ في العمارات من جيش مصر.
ووصفت ما يحدث الآن بأنه الحلقة الأخيرة في الثورة المضادة وهي الإيقاع بين الجيش والشعب، لكنها أكدت أن المتظاهرين لن يواجهوا الجيش الذي يكنون له الاحترام، بل سينسحبون فليس هناك مصري يمكن أن يمد يده على جيش بلاده.
اختفاء الدبابات
ولاحظت نوارة أن الدبابات بدأت تختفي من أمام مجلس الشعب مقابل ظهور لبعض سيارات الأمن المركزي عند المتحف وتسيير مركبات للشرطة، وكأن الجيش يريد الانسحاب تدريجيا وإحلال الشرطة مكانه.
وأكدت أن الثوار مصرون على مطالبهم المتمثلة في إسقاط النظام وليس مبارك فقط، وإقالة حكومة تسيير الأعمال برئاسة أحمد شفيق، وإقالة كل رموز الفساد في النظام البائد، وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا علي.
كما يطالب الثوار بمحاكمة مبارك وأفراد أسرته ورد الأموال المنهوبة إلى الشعب، وبدستور مؤقت وحل جهاز أمن الدولة بشكل عاجل وفوري.
ووفقا لنوارة، ليس هناك خيار آخر سوى الاستجابة لمطالب الثوار الذين سيستمرون في التظاهر دون التعرض للجيش حتى لو تعرض هو لهم بأي سوء.
تفريق بالقوة
وكان الجيش قد فض اعتصاما بالقوة في ميدان التحرير أمس الجمعة، واستخدم العصي الكهربائية والهري وطارد المعتصمين في الأزقة والشوارع المحيطة بميدان التحرير وميدان طلعت حرب.
وأكد أكثر من شاهد أن جنودا وأفرادا من الشرطة العسكرية طاردوا المحتجين حتى دار القضاء العالي الذي يبعد نحو 1500م عن ميدان التحرير، مضيفا أنه رأى بضعة محتجين أصيبوا بطعنات حراب البنادق "لكنها إصابات سطحية".
وأضاف أحد المحتجين واسمه محمد عماد أن النور أطفئ في الميدان قبل مهاجمة المحتجين، وأن جنودا يرتدون أقنعة طردوا المحتجين من الحديقة المستديرة وسط الميدان، لكن ما زال هناك مئات المحتجين هنا وهناك.
وقد وجه الداعية محمد جبريل -الذي خطب الجمعة في ميدان التحرير- الدعوة إلى "تدمير الحزب الوطني" ووصفه "بالفاسد", كما حمله مسؤولية تزوير الانتخابات البرلمانية في جميع محافظات مصر.