ستمرار المسيرات في الأردن شجع إسرائيليين على إعادة طرح الوطن البديل
(الجزيرة نت-أرشيف)
محمد محسن وتد-أم الفحم
بالتزامن مع اتساع دائرة الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها الأردن جددت شخصيات من أحزاب اليمين الإسرائيلي الطرح القديم الجديد باعتبار الأردن الوطن البديل للشعب الفلسطيني، داعية إلى اعتماد هذا الطرح وتطبيقه.
ولفت بعض كتاب المقالات إلى أنه على إسرائيل استغلال الظروف، للشروع في تطبيق هذا الطرح والدفع نحو إقامة دولة فلسطينية بالأردن.
وتسبب هذا الطرح الذي تتبناه أقطاب بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في فتور للعلاقات بين تل أبيب وعمان، وصل إلى حد القطيعة بين الملك عبد الله الثاني وأركان الحكومة الإسرائيلية.
الوطن البديل
وجدد النائب أريه الداد من حزب الاتحاد الوطني، هذا الطرح بالقول "عمليا هناك دولة فلسطينية قائمة وتوجد بالأردن".
وأضاف "الأردن هي فلسطين وكل من يدعي غير ذلك فهو خائن، على ما يبدو هناك مخاوف لدى الملك من نجاح الثورة الشعبية، عندها ستتحول الأردن إلى دولة فلسطين".
واستدعت الخارجية الأردنية عقب هذه التصريحات سفير تل أبيب في عمان داني نافو إلى جلسة استماع، فأوضح أن تصريحات الداد تعبر عن رأيه الشخصي، ولا تمثل موقف إسرائيل.
ودعا المحاضر "حن بن إلياهو" في مقال له نشر على موقع القناة السابعة، إلى طرد الملك عبد الله الثاني إلى الحجاز، وتنصيب محمود عباس عوضا عنه رئيسا لدولة فلسطين.
مفيد: طرح "الوطن البديل" مشروع للحركة الصهيونية ومتجذر لدى الإسرائيليين
(الجزيرة نت-أرشيف)
تشريد الفلسطينيين
وسرد إلياهو الثورات الشعبية بالعالم العربي، وانعدام الرؤيا المستقبلية وعدم وضوح المشهد، مؤكدا أن "على دولة إسرائيل استغلال الظروف بتشريد الفلسطينيين والإطاحة بالملك وطرده من حيث أتى أجداده إلى السعودية".
ولا يستبعد بعض المراقبين إقدام إسرائيل على استغلال الأوضاع والعمل على تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وأراضي الـ48 باتجاه الأردن.
وقد أكد المحلل السياسي عبد الحكيم مفيد أن "إسرائيل لن تتنازل عن رؤيتها الإستراتيجية بوجود شعب واحد ودولة واحدة لليهود بين البحر والنهر".
وأضاف للجزيرة نت "تاريخيا نظرت إسرائيل إلى الأردن على أنه نظام يؤدي دورا وظائفيا، وإذا ما حدث أي شيء يتناقض وإستراتجيات ورؤى إسرائيل، فإنها ستستغني عن الملك".
ويرى أن طرح "الوطن البديل" هو مشروع للحركة الصهيونية ومتجذر لدى الإسرائيليين، والتصريحات الصادرة عن بعض القيادات، ما هي إلا ألسنة تعبر عن جوهر ما تؤمن به المؤسسة الإسرائيلية.
ولفت إلى أن إسرائيل تستغل الظروف السائدة بالعالم العربي ومنه الأردن، لتثبيت رؤيتها وفرض حلولها والعمل على فرض سياسة الواقع، وستدفع في المرحلة المقبلة على تشريد وطرد الفلسطينيين باتجاه الأردن.
الملك وإسرائيل
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح البروفيسور عبد الستار قاسم إن "الطرف المتدين بإسرائيل ما زال يؤمن بأرض إسرائيل الكبرى -من الفرات إلى النيل- وعليه حتى ولو افترضنا أنهم شردوا الفلسطينيين سيطالبون بالمستقبل بالأردن والعراق".
وتابع في حديثه للجزيرة نت "حتى وإن خططت إسرائيل لطرد الفلسطينيين فلن تنجح في ذلك، لكون المعادلات وموازين القوى بالمنطقة قد تغيرت، خصوصا أن قبول أنظمة عربية بإسرائيل قد انهار وخسرت عمقها في العالم العربي".
ولفت إلى أن نتنياهو أوضح في كتابه "مكان تحت الشمس"، أن إسرائيل الحالية تصل مساحتها 15% من أرض إسرائيل الكبرى، وعليه فإن فكرة الوطن البديل لا تغيب -حسب القاسم- عن أجندتهم، لكنهم لا يملكون القدرة على تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع.