أوباما يتجاهل سمعة أميركا بين حلفائها (رويترز-أرشيف)
بإخفاقها
في دعم مؤيدي الحرية بالعالم العربي تقلص إدارة أوباما من سلطة الولايات
المتحدة وتضع حلفاءها في حيرة. وإذا كتب لواشنطن أن تتراجع إلى الانعزالية
فإن ثقلها الدبلوماسي يمكن أن يضمر عما هو فيه الآن. وسيكون هذا بمثابة نصر
لقلة الإرادة.هكذا استهلت ذي تايمز مقالتها الافتتاحية. وقالت إن
العالم العربي تعكر صفوه بمعارضة سياسية ومحاولات عنيفة لقمعها، وعندما
كانت الحرية في خطر لم ير أحد قائدة العالم الحر حاضرة في الجوار.وقالت
الصحيفة إنه في الوقت الذي دكت فيه قوات القذافي أجدابيا بالمدفعية أمس
بدت محاولة الإطاحة بنظامه أقرب إلى الفشل. ورثى وزير الخارجية الفرنسي
السابق برنار كوشنر الفشل في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وإنقاذ الأرواح.
والحكم بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تحجم عن التدخل، وإن كان خطأ،
شيء، لكن مواجهة غارات القذافي الوحشية شيء آخر يجعل من حق الثوار التضامن
والتأييد.وقد فعلت إدارة أوباما أسوأ من الفشل في تقديم هذا
التأييد. وتباطأت عن الرأي العام العالمي. وكان تعليقها الصريح عن أزمة
ليبيا موضع سخرية عبر عنها وزير الدفاع روبرت غيتس للمقترحات الأوروبية
بفرض منطقة حظر جوي. ومع ذلك فإن هناك تحالفا دوليا، يشمل ليس فقط بريطانيا
وفرنسا ولكن أيضا الجامعة العربية، موجود بالفعل.وبلغة باردة
كتأثيرها الدبلوماسي الضعيف أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه في
غياب تفويض دولي فإن تحرك الولايات المتحدة بمفردها سيكون بمثابة التدخل في
موقف لا يمكن التنبؤ بعواقبه.وقالت الصحيفة إن هذا موقف صعب وخطير،
لكن التراخي سيكون أكثر خطورة على الليبيين وسيضر كثيرا بسمعة الغرب. وإذا
كانت نتيجة ربيع العرب أن يرحل مبارك ويبقى القذافي فإن الرسالة عبر
العالم العربي حينئذ واضحة: وهي أن القمع الوحشي يؤتي ثمرته.وأشارت
إلى أن هناك مسارات تحرك كثيرة ممكنة مثل عقد قمة طارئة في باريس بين رؤساء
دول الجامعة العربية والأوروبيين وأميركا يمكن أن تظهر تصميما على إزاحة
القذافي من خلال منطقة حظر جوي واستعداد لإسقاط مقاتلاته وتسليح الثوار.لكن لا مبالاة أوباما بالاحتجاجات في إيران ضد الانتخابات الرئاسية عام 2009 قدمت نذير شؤم لشكل دبلوماسيته.وبما
أن التحالف الممتد عبر الأطلسي يقوم على القيم المشتركة وليس على الشخصيات
فسوف يحيا تجاهل أوباما لسمعة أميركا بين حلفائها ومعجبيها. ومع ذلك ستكون
هناك عواقب. وهذه العواقب ستقاس بتضاؤل ثقة مؤيدي الحرية بالدول المستبدة
وتماسك العلاقات بين أميركا وأوروب