القذافي استخدم المدافع وراجمات الصواريخ والطائرات في قصف الشعب الأعزل (رويترز)
تناولت معظم الصحف البريطانية في افتتاحياتها المختلفة بالنقد والتحليل الدور الأممي تجاه الثورة الشعبية الليبية الساعية لإسقاط العقيد معمر القذافي ، الذي يتسخدم المدافع وراجمات الصواريخ والطائرات الحربية لدك المدن وتقتيل أبناء وبنات الشعب الليبي الأعزل.
فقد قالت صحيفة تايمز في افتتاحيتها إن قرار مجلس الأمن الدولي ضد ليبيا يمنح المجتمع الدولي السلطة لمواجهة القذافي، مضيفة أنه يجب إدماج العرب في أي عملية عسكرية تسعى إلى حماية المدنيين الليبيين.
وما إن تبنى مجلس الأمم القرار 1973 ضد ليبيا حتى ترك القرار تداعياته المتمثلة في توحد الغرب والعرب ضد الهجمات العسكرية التي يوجهها القذافي إلى الشعب الأعزل في مدن البلاد المختلفة.
ووصفت تايمز القرار الأممي بالقوي والمؤثر والذي يسمح بتوجيه ضربات عسكرية جوية ضد الكتائب الأمنية التابعة للقذافي ودحرها، مضيفة أن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين وغالبية العرب يعملون على ترتيب التفاصيل الغامضة للعمليات المرتقبة.
تايمز ترى أنه من الضروري تحقيق الانتصار على القذافي وإلحاق الهزيمة بقواته ومرتزقته الذين وصفتهم بالسفاحين، وذلك خشية أن يكون من شأن بقائهم إعاقة استمرار الثورات الشعبية العربية المتنامية.
القذافي هدد معارضيه بملاحقتهم فردا فردا ووصفهم بالكلاب والجرذان (الفرنسية-أرشيف)
سفك الدماء
وقالت تايمز إنه من الضروري إلحاق الهزيمة بالقذافي وإسقاطه وإسقاط نظامه وذلك من أجل الديمقراطية والإنسانية والكرامة العربية.
من جانبها، وصفت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها التوافق الغربي والعربي من أجل حماية المدنيين الليبيين وإسقاط القذافي بأنه يشكل وحدة مرحبا بها، مشيرة إلى بعض المخاوف.
وشبهت ذي إندبندنت الأمم المتحدة بطائر الفينيق الذي ينهض من رماده وقالت إن التهديدات القذافية المتعطشة لسفك الدماء كان من شأنها توحيد الجهود الدولية والوقوف معا لمنع اقتراف مزيد من المذابح بحق الشعب الليبي الأعزل.
كما تساءلت الصحيفة بشأن مدى استعداد الحكومات الغربية للضغط على من وصفتها الدول الحليفة الإستراتيجية في الخليج العربي من أجل حماية المحتجين المطالبين بإصلاحات سياسية والساعين إلى الديمقراطية في البلاد؟
وأما صحيفة ذي غارديان، فأشارت في افتتاحيتها إلى بعض المخاطر المحتملة إزاء قيام الغرب والعرب بشن حملة عسكرية لشل قدرة القذافي العسكرية، وبالتالي تمكين الثورة الشعبية الليبية من الإطاحة بنظامه، بحيث قد تنطلق الطائرات من قواعد تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو ) مثل قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقلية الإيطالية بوصفها أقرب قواعد الحلف إلى ليبيا، إضافة إلى القواعد العسكرية الأميركية والغربية الأخرى وحاملات الطائرات المنتشرة في مياه البحر الأبيض المتوسط وغيره من البحار والمحيطات.
"
ترك القذافي ينتصر على شعبه الأعزل من شأنه أن يشكل تراجعا كارثيا للثورات الشعبية العربية الساعية نحو الديمقراطية، والتي تستحق كل الدعم والمؤازة الغربية
فايننشال تايمز
"إسقاط القذافي
ذي غارديان قالت إن التدخل العسكري لإسقاط نظام القذافي وحماية المدنيين أمر سهل وممكن من جانب قوى الغرب والعرب، لكنها حذرت من احتمالات اندلاع حرب أهلية في ليبيا ما بعد القذافي.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن للثورة الشعبية الليبية أن تنجح سوى بإسقاط القذافي وبقيام المجلس الوطني الانتقالي بتشكيل حكومة، متسائلة عن كيفية وطبيعة تشكيل تلك الحكومة؟
و