عدد من الأدباء والمثقفين الجزائريين خلال افتتاح المقهى(الجزيرة نت)
أميمة أحمد-الجزائر افتتحت
دار الحكمة للنشر الجزائرية المقهى الأدبي بالتعاون مع اتحاد الكتاب
الجزائريين، يلتقي فيه المثقفون على مختلف أجناسهم الأدبية والفروع
المعرفية، بهدف التأسيس لتقاليد ثقافية، باعتبار المقهى الأدبي فضاء
للتواصل ومنبرا للحوار وحيزا للتثاقف وموعدا للإصدارات ومساحة للتقارب عبر
نقاش ثقافي وقراءات إبداعية وحلقات للتفاعل والإعلام، كما ورد في دورية
المقهى.
وحضر
الافتتاح الرسمي نخبة من الكتاب والشعراء والسينمائيين والمفكرين
والناشرين، إلى جانب شخصيات سياسية وبعض نواب البرلمان، وقال رئيس اتحاد
الكتاب يوسف شقرا في كلمة الافتتاح "إن المقهى الأدبي يؤسس لثقافة الاختلاف
البناءة، فهو مفتوح لجميع الطيف الثقافي بالجزائر".
وفي
رده على سؤال للجزيرة نت عن مساهمة المقهى الأدبي في رأب الصدع الثقافي
بين الفرنكفونيين و"العربفونيين" (أي المثقفين الذين يكتبون باللغة
العربية) قال شقرا "يتلاقى داخل اتحاد الكتاب رابطة الآداب الأجنبية
والترجمة من المعربين وغير المعربين، وهناك أيضا رابطة الأدب الأمازيغي
للترجمة من وإلى الأمازيغية، وهي جسر آخر للنقاش بين المثقفين الجزائريين،
ويلتقي الجميع في المقهى الأدبي".
مجمع مثقفين الشاعرة حبيبة محمدي: نرتشف الكلمة كما نرتشف القهوة بالمقهى الأدبي (الجزيرة)
وتفتقر
الجزائر لأماكن ثقافية يؤمها المثقفون كما في بعض الدول العربية مثل
الديوان أو مجلس الأعيان أو صالون نجيب محفوظ، حيث يجتمع المثقفون في جلسات
حميمة يرتشفون الشاي والقهوة كما قال الشاعر فيصل لحمر للجزيرة نت.
وأضاف
لحمر "سيضفي المقهى الأدبي ألقاً على الحياة الثقافية بالتقاء الأدباء
وفرسان الكلمة في فضاء حر بعيدا عن الصالات الرسمية المغلقة واللغة
الأكاديمية".
وعبرت
الشاعرة حبيبة محمدي عن سعادتها لميلاد المقهى الأدبي لأنه كما وصفته
للجزيرة نت جسر لتواصل المثقفين الجزائريين فيما بينهم "نحن المبدعين نحتاج
أن نرتشف القهوة والشاي ونرتشف الكلمة مع بعضنا" موضحة أن المثقفين
الجزائريين لا يعرفون بعضهم البعض ولا يقرؤون لبعضهم البعض.
وقالت
حبيبة "يعرفني كثيرون بالوطن العربي ولا يعرفني الجزائريون، وأحلم وأتمنى
أن يقرأني المثقف الجزائري قبل غيره، فالمقهى سيكون له دور تقريب المثقفين
مع بعضهم البعض".
وفي
كلمة خلال الافتتاح، تحدث صاحب دار الحكمة للنشر أحمد ماضي عن أهمية
المقهى الأدبي كفضاء للحوار لإثراء المشهد الأدبي والمعرفي بالجزائر،
وإسماع صوتها الأصيل للعالم، وبلورة صورة ثقافية تليق بقامة الجزائر.
دعم الدولة
"
الناشر أحمد ماضي: حلمت بهذا المقهى الأدبي منذ عشرين عاما لكن الجانب المادي كان حائلا دون تحقيقه
"
وجوابا
عن سؤال للجزيرة نت عن الربح المتوخى من هذا المقهى في ظل ترّبح الكثيرين
بالثقافة، قال ماضي "أنا لست مالك مصنع لعصير الليمون لأبحث عن الربح، بل
ناشر استثمر في الثقافة على المدى البعيد، حيث يزداد الاهتمام المجتمعي
بالثقافة وبالتالي الإقبال على الكتاب، وحلمت بهذا المقهى الأدبي منذ عشرين
عاما، لكن الجانب المادي كان حائلا دون تحقيقه".وأوضح
الناشر أن الدولة ومنذ أربع سنوات تدعم الناشرين بشراء ألفين إلى خسمة
آلاف نسخة من كل إصدار، وهو "دعم كنا نناضل للحصول عليه".وتحدث عن
توزيع الكتاب بالقول إنها مشكلة قائمة بالجزائر حيث لا يصل إلى ولايات
الجنوب، مثلا فإن الكتاب الذي يصدر منه ثلاثة آلاف نسخة لا يصل إلى تمنراست
(جنوب الجزائر) ولا حتى إلى ولاية ورقلة (جنوب شرق البلاد) لأنه لا توجد
مؤسسات مختصة بالتوزيع حتى يصل الكتاب للقارئ.