لموضوع الثالث: عن ثواب العمل لدعم العمل الفضائي الإعلامي الإسلامي
السؤال
ما هو ثواب من يدعم مثل هذه القنوات بأي دعم فكري أو فني أو مادي أو إداري أو نحو ذلك من العاملين في المجال الإعلامي شركات أو أفراد؟
ما هو أجر من ينوي العمل في قناة الرسالة الفضائية من "موظفي وفريق القناة" دعماً لرسالة الإسلام ونشر الخير بين الناس؟
: السؤال
أما سؤالكم رقم 1 عن ثواب من يدعم مثل هذه القنوات الإعلامية الإسلامية الهادفة، بأي دعم فكري أو فني، أو إداري، أو مادي، من العاملين في مجال الإعلام من أفراد أو شركات فأقول:
إن من روائع هذا الدين: أن الله تبارك وتعالى لا يضيع فيه عمل عامل، من ذكر أو أنثى، وأنه تعالى يثيب عباده على كل عمل صالح، وإن صَغُر حجمه، في نظر صاحبه، كما قال تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها، ويؤت من لدنه أجرا عظيما} النساء: 40
فما كان من الأعمال في صغره مثل مثقال الذرة، فلن يظلمه الله أجره، ولن يبخسه حقه، كما قال تعالى: {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما} طه:112، أي لا يهضم بإضاعة أجره وبخسه حقه، ولا يظلم بتحميله وزر غيره.
ثم إن من فضل الله تعالى: أنه يجزي السيئة بمثلها، أما الحسنة فيضاعفها لصاحبها، بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة. كما قال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} البقرة:261.
وثواب العمل الواحد يتفاوت من شخص إلى آخر، بحسب إخلاصه وتجرده، وبحسب قوة الباعث على العمل، وبحسب قوة الشخص وضعفه، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم!! قالوا: كيف ذلك؟ قال: "رجل له درهمان، أخذ أحدهما فتصدق به. ورجل له مال كثير، فأخذ من عرضه مائة ألف، فتصدق بها" رواه النسائي عن أبي ذر، والنسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة.
فالأول تصدق بنصف ثروته، وهو قَطْعا يحتاج إلى الدرهم الذي تصدق به، ولكنه آثر على نفسه، بخلاف صاحب المال الكثير، فلن يثقل عليه التصدق بالمائة ألف.
والمدار على الإخلاص وقوة الرغبة فيما عند الله وابتغاء مرضاته، وماذا يريد من وراء عمله ودعمه؟ فإذا كان يريد إعلاء كلمة الله على كلمة الطاغوت، والمحافظة على هوية الأمة وعقائدها وقيمها وعاداتها وأخلاقها، حتى لا تضعف ولا تهدم على أصحابها، فله من الأجر على قدر نيته.
وأما سؤالكم رقم (2) عن أجر من يعمل في قناة إسلامية مثل الرسالة، بنية نصرة الإسلام في مجال الإعلام، ونشر رسالة الحق والخير والهداية في الناس، ومقاومة وسائل الباطل والشر والضلالة، التي يُرَوِّج لها الكثيرون من أفراد وشركات وحكومات، فأقول هنا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" وإن من روائع هذا الدين أن نية المرء فيه تُحَول المباحات إلى قربات وطاعات. فمن أراد بأكله وشربه التقوِّي على طاعة الله وأداء واجباته، فأكله وشربه عبادة وقربة، والعمل في قنوات الإعلام الإسلامية الفضائية مثل (الرسالة) أو (اقرأ)، أو (المجد) وغيرها، ليس مجرد أمر مباح، بل هو فرض كفاية على الإعلاميين والقادرين على العطاء من المسلمين، حتى يكون لدى المسلمين إعلام مكافئ لإعلام خصومهم. وعلى قدر إخلاص النية، يكون الأجر عند الله.